الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ ٱلْوِلْدَانَ شِيباً } * { ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً } * { إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } * { إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مَّرْضَىٰ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي ٱلأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ وَأَقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة { فكيف تتقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً } قال: تتقون ذلك اليوم إن كفرتم قال: " والله ما أتقى ذلك اليوم قوم كفروا بالله وعصوا رسوله ".

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن { فكيف تتقون إن كفرتم يوماً } قال: بأي صلاة تتقون؟ بأي صيام تتقون؟.

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن خيثمة في قوله: { يوماً يجعل الولدان شيباً } قال: ينادي مناد يوم القيامة يخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون فمن ذلك يشيب الولدان.

وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في قوله: { يوماً يجعل الولدان شيباً } قال: إذا كان يوم القيامة فإن ربنا يدعو آدم، فيقول: يا آدم أخرج بعث النار، فيقول: أي رب لا علم لي إلا ما علمتني، فيقول الله: أخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين يساقون إلى النار سوقاً مقرنين زرقاً كالحين، فإذا خرج بعث النار شاب كل وليد.

وأخرج الطبراني وابن مردويه " عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ { يوماً يجعل الولدان شيباً } قال: ذلك يوم القيامة، وذلك يوم يقول الله لآدم: قم فابعث من ذريتك بعثاً إلى النار، قال: من كم يا رب؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، وينجو واحد، فاشتد ذلك على المسلمين، فقال: حين أبصر ذلك في وجوههم: إن بني آدم كثير وإن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وإنه لا يموت رجل منهم حتى يرثه لصلبه ألف رجل ففيهم وفي أشباههم جند لكم ".

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله: { السماء منفطر به } قال: مثقلة بيوم القيامة.

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة { السماء منفطر به } قال: مثقلة به.

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله: { السماء منفطر } قال: ممتلئة به بلسان الحبشة.

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس { السماء منفطر به } قال: مثقلة موقرة.

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس { منفطر به } قال: يعني تشقق السماء.

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: { منفطر به } قال: منصدع من خوف يوم القيامة قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول الشاعر:
طباهن حتى أعرض الليل دونها   أفاطير وسمى رواء جذورها
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد { السماء منفطر به } قال: مثقلة بالله.

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة { السماء منفطر به } قال: مثقلة بذلك اليوم من شدته وهوله، وفي قوله: { إن ربك يعلم أنك تقوم } الآية، قال: أدنى من ثلثي الليل، وأدنى من نصفه، وأدنى من ثلثه.

السابقالتالي
2