الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً } * { قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُواْ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً } * { قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً } * { قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } * { إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } * { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً } * { قُلْ إِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّيۤ أَمَداً } * { عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً } * { إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } * { لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً }

أخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن مسعود قال: " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى نواحي مكة فخط لي خطاً وقال: " لا تحدثن شيئاً حتى آتيك " ، ثم قال: " لا يهولنك شيء تراه ". فتقدم شيئاً ثم جلس فإذا رجال سود كأنهم رجال الزطّ، وكانوا كما قال الله تعالى: { كادوا يكونون عليه لبداً } ".

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: { وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً } قال: لما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يتلوا القرآن كادوا يركبونه من الحرص لما سمعوه يتلو القرآن، ودنوا منه فلم يعلم بهم حتى أتاه الرسول فجعل يقرئه { قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن }.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الزبير بن العوام مثله.

وأخرج عبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححاه وابن جرير وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله: { وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً } قال: لما أتى الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بأصحابه يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده فعجبوا من طواعية أصحابه له، فقالوا لقومهم: { لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً }.

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: { وأنه لما قام عبد الله يدعوه } أي يدعو إليه.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله: { وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً } قال: لما قام نبي الله صلى الله عليه وسلم تلبدت الإِنس والجن على هذا الأمر ليطفئوه فأبى الله إلا أن ينصره ويظهره على من ناوأه.

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن { وأنه لما قام عبد الله يدعوه } قال: لما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا إله إلا الله، ويدعو الناس إلى ربهم كادت العرب تلبد عليه جميعاً.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: { كادوا يكونون عليه لبداً } قال: أعواناً.

وأخرج عبد بن حميد من طريق أبي بكر عن أبي عاصم أنه قرأ { يكونون عليه لبداً } بكسر اللام ونصب الباء وفي { لا أقسم بهذا البلد } { مالاً لبداً } [البلد:6] برفع اللام ونصب الباء، وفسرها أبو بكر فقال: (لبداً) كثيراً و (لبداً) بعضها على بعض.

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { قل إنما أدعو ربي } بغير ألف.

وأخرج ابن جرير عن حضرمي. قال: ذكر لنا أن جنياً من الجن من أشرافهم ذا تبع قال: إنما يريد محمد أن نجيره وأنا أجيره فأنزل الله { قل إني لن يجيرني من الله أحد } الآية.

السابقالتالي
2 3