الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً } * { وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً } * { وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً } * { وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً } * { وَأَمَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً } * { وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً } * { لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً } * { وَأَنَّ ٱلْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً }

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: { وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك } يقول: منا المسلم ومنا المشرك { كنا طرائق قدداً } قال: أهواء شتى.

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله تعالى: { طرائق قدداً } قال: المنقطعة في كل وجه. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الشاعر وهو يقول:
ولقد قلت وزيد حاسر   يوم ولت خيل زيد قدداً
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: { كنا طرائق قدداً } قال: أهواء مختلفة.

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: { كنا طرائق قدداً } قال: مسلمين وكافرين.

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن السدي في قوله: { كنا طرائق قدداً } يعني الجن هم مثلكم قدرية ومرجئة ورافضة وشيعة.

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: { وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض } الآية، قالوا: لن نمتنع منه في الأرض ولا هرباً.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: { فلا يخاف بخساً ولا رهقاً } قال: لا يخاف نقصاً من حسناته { ولا رهقاً } ولا أن يحمل عليه ذنب غيره.

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: { ومنا القاسطون } قال: العادلون عن الحق.

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله: { ومنا القاسطون } قال: هم الظالمون.

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: { ومنا القاسطون } قال: هم الجائرون، وفي قوله: { وأَلَّوِ استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً } قال: لو آمنوا كلهم { لأسقيناهم } لأوسعنا لهم من الدنيا.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { وأَلَّوِ استقاموا على الطريقة } قال: أقاموا ما أمروا به { لأسقيناهم ماء غدقاً } قال: معيناً.

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله: { وأَلَّوِ استقاموا على الطريقة لأسقيناهم } الآية، قال: يقول لو استقاموا على طاعة الله وما أمروا به لأكثر الله لهم من الأموال حتى يغتنوا بها، ثم يقول الحسن: والله إن كان أصحاب محمد لكذلك، كانوا سامعين لله مطيعين له، فتحت عليهم كنوز كسرى وقيصر، فتنوا بها فوثبوا بإمامهم فقتلوه.

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله: { وأَلَّوِ استقاموا على الطريقة } قال: طريقة الإِسلام { لأسقيناهم ماء غدقاً } قال: لأعطيناهم مالاً كثيراً.

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: { ماء غدقاً } قال: كثيراً جارياً. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت الشاعر يقول:
تدني كراديس ملتفاً حدائقها   كالنبت جادت به أنهارها غدقاً
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السري قال: قال عمر { وأَلَّوِ استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً } قال: لأعطيناهم مالاً كثيراً.

السابقالتالي
2