الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ }

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس { فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين } قال: نسأل الناس عما أجابوا المرسلين، ونسأل المرسلين عما بلغوا { فَلْنَقُصَّنَّ عليهم بعلم } قال: يوضع الكتاب يوم القيامة، فيتكلم بما كانوا يعملون.

وأخرج عبد بن حميد عن قوله { فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين } قال: أحدهما الأنبياء وأحدهما الملائكة { فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين } قال: ذلك قول الله.

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { فلنسألن الذين أرسل إليهم } يقول: الناس نسألهم عن لا إله إلا الله { ولنسألن المرسلين } قال: جبريل.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان الثوري في قوله { فلنسألن الذين أرسل إليهم } قال: هل بلغكم الرسل { ولنسألن المرسلين } قال: ماذا ردوا عليكم.

وأخرج ابن أبي حاتم عن القاسم أبي عبد الرحمن. انه تلا هذه الآية فقال: يسأل العبد يوم القيامة عن أربع خصال. يقول ربك: ألم اجعل لك جسداً ففيم أبليته؟ الم اجعل لك علماً ففيم عملت بما علمت؟ ألم أجعل لك مالاً ففيم أنفقته في طاعتي أم في معصيتي؟ ألم اجعل لك عمراً ففيم أفنيته؟

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن وهيب بن الورد قال: بلغني أن أقرب الخلق إلى الله اسرافيل والعرش على كاهله، فإذا نزل الوحي دلى اللوح من نحو العرش، فيقرع جبهة اسرافيل فينظر فيه، فيرسل إلى جبريل فيدعوه فيرسله، فإذا كان يوم القيامة دعي اسرافيل فَيُؤْتَى به ترتعد فرائصه، فيقال له: ما صنعت فيما أدى إليك اللوح؟ فيقول: أي رب أديته إلى جبريل. فَيُدْعَى جبريل فيؤتى به ترتعد فرائصه، فيقال له: ما صنعت فيما أدى إليك إسرافيل؟ فيقول: أي رب بلغت الرسل. فيدعى بالرسل ترتعد فرائصهم، فيقال لهم: ما صنعتم فيما أدى إليكم جبريل؟ فيقولون: أي رب بلغنا الناس. قال: فهو قوله { فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين }.

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي سنان قال: أقرب الخلق إلى الله اللوح وهو معلق بالعرش، فإذا أراد الله أن يوحي بشيء كتب في اللوح، فيجيء اللوح حتى يقرع جبهة إسرافيل، وإسرافيل قد غطى وجهه بجناحيه لا يرفع بصره اعظاماً لله، فينظر فيه فإن كان إلى أهل السماء دفعه إلى ميكائيل، وإن كان إلى أهل الأرض دفعه إلى جبريل، فأول من يحاسب يوم القيامة، اللوح يدعى به ترعد فرائصه، فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم. فيقول ربنا: من يشهد لك؟ فيقول: اسرافيل. فيدعى إسرافيل ترعد فرائصه، فيقال له: هل بلغك اللوح؟ فإذا قال نعم قال اللوح: الحمد لله الذي نجاني من سوء الحساب، ثم كذلك.

السابقالتالي
2 3