الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } * { فَرِيقاً هَدَىٰ وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }

أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { قل أمر ربي بالقسط } قال: بالعدل { وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد } قال: إلى الكعبة حيث صليتم في كنيسة أو غيرها { كما بدأكم تعودون } قال: شقي أو سعيد.

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله { وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون } يقول: اخلصوا له الدين كما بدأكم في زمان آدم حيث فطرهم على الإِسلام يقول: فادعوه كذلك لا تدعوا لها غيره وأمرهم أن يخلصوا له الدين والدعوة والعمل، ثم يوجهوا وجوههم إلى البيت الحرام.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { كما بدأكم تعودون... } الآية. قال: إن الله بدأ خلق بني آدم مؤمناً وكافراً، كما قالهو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن } [التغابن: 2] ثم يعيدهم يوم القيامة كما بدأ خلقهم مؤمناً وكافراً.

وأخرج ابن جرير عن جابر في الآية قال: يبعثون على ما كانوا عليه، المؤمن على إيمانه والمنافق على نفاقه.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { كما بدأكم تعودون } { فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة }.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب في قوله { كما بدأكم تعودون } قال: من ابتدأ الله خلقه على الهدى والسعاده صيره إلى ما ابتدأ عليه خلقه، كما فعل بالسحرة ابتدأ خلقهم على الهدى والسعادة حتى توفاهم مسلمين، وكما فعل بإبليس ابتدأ خلقه على الكفر والضلالة وعمل بعمل الملائكة فصيره الله إلى ما ابتدأ خلقه عليه من الكفر. قال الله تعالىوكان من الكافرين } [البقرة: 34].

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { كما بدأكم تعودون } يقول: كما خلقناكم أول مرة كذلك تعودون.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله { كما بدأكم تعودون } قال: كما بدأكم ولم تكونوا شيئاً فأحياكم، كذلك يميتكم ثم يحييكم يوم القيامة.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله { كما بدأكم تعودون } قال: خلقهم من التراب وإلى التراب يعودون. قال: وقيل في الحكمة: ما فخر من خلق من التراب وإلى التراب يعود، وما تكبر من هو اليوم حي وغداً يموت، وأن الله وعد المتكبرين أن يضعهم ويرفع المستضعفين. فقالمنها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى } [طه: 55] ثم قال { فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون } .

السابقالتالي
2