الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ يَٰبَنِيۤ ءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ ذٰلِكَ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } * { يَابَنِيۤ ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم } قال: كان أناس من العرب يطوفون بالبيت عراة فلا يلبس أحدهم ثوباً طاف فيه { ورياشاً } قال: المال.

وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله { قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم } قال: نزلت في الحمس من قريش، ومن كان يأخذ مأخذها من قبائل العرب الأنصار: الأوس، والخزرج، وخزاعة، وثقيف، وبني عامر بن صعصعة، وبطون كنانة بن بكر كانوا لا يأكلون اللحم، ولا يأتون البيوت إلا من أدبارها، ولا يضطربون وبراً ولا شعراً، إنما يضطربون الادم ويلبسون صبيانهم الرهاط، وكانوا يطوفون عراة إلا قريشاً، فإذا قدموا طرحوا ثيابهم التي قدموا فيها، وقالوا: هذه ثيابنا التي تطهرنا إلى ربنا فيها من الذنوب والخطايا، ثم قالوا لقريش: من يعيرنا مئزراً؟ فإن لم يجدوا طافوا عراة، فإذا فرغوا من طوافهم أخذوا ثيابهم التي كانوا وضعوا.

وأخرج ابن جرير عن عروة بن الزبير في قوله { لباساً يواري سوءاتكم } قال: الثياب { ورياشاً } قال: المال { ولباس التقوى } قال: خشية الله.

وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن علي في قوله { لباساً يواري سوءاتكم } قال: لباس العامة { وريشاً } قال: لباس الزينة { ولباس التقوى } قال: الإِسلام.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس في قوله { وريشاً } قال: المال واللباس والعيش والنعيم. وفي قوله { ولباس التقوى } قال: الإِيمان والعمل الصالح { ذلك خير } قال: الإِيمان والعمل خير من الريش واللباس.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ورياشاً } يقول: مالا.

وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثوباً جديداً قال " الحمد لله الذي كساني من الرياش ما أواري به عورتي وأتجمل به في الناس ".

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: الرياش: الجمال.

وأخرج الطستي عن ابن عباس. أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل { وريشاً } قال: الرياش: المال قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول:
فرشني بخير طال ما قد ربيتني   وخير الموالي من يريش ولا يبري
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { لباساً يواري سوءاتكم وريشاً } قال: هو اللباس { ولباس التقوى } قال: هو الإِيمان، وقد أنزل الله اللباس، ثم قال: خير اللباس التقوى.

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد.

السابقالتالي
2 3