الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلْجَرَادَ وَٱلْقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ }

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الطوفان: الموت ".

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن عطاء قال { الطوفان } الموت.

وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد قال { الطوفان } الموت على كل حال.

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال { الطوفان } الغرق.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال { الطوفان } أن يمطروا دائماً بالليل والنهار ثمانية أيام، والقمل الجراد الذي ليس له أجنحة.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: { الطوفان } أمر من آمر ربك، ثم قرأفطاف عليها طائف من ربك } [القلم: 9].

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: أرسل الله على قوم فرعون الطوفان ـ وهو المطر ـ فقالوا: يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا المطر، فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل، فدعا ربه فكشف عنهم، فأنبت الله لهم في تلك السنة شيئاً لم ينبته قبل ذلك من الزرع والكلأ، فقالوا: هذا ما كنا نتمنى، فأرسل الله عليهم الجراد فسلطه عليهم ، فلما رأوه عرفوا أنه لا يبقي الزرع قالوا مثل ذلك، فدعا ربه فكشف عنهم الجراد ، فداسوه وأحرزوه في البيوت فقالوا: قد أحرزنا ، فأرسل الله عليهم القمل: وهو السوس الذي يخرج من الحنطة ، فكان الرجل يخرج بالحنطة عشرة أجربة إلى الرحا فلا يرد منها بثلاثة أقفزة ، فقالوا مثل ذلك، فكشف عنهم فأبوا أن يرسلوا معه بني إسرائيل، فبينا موسى عند فرعون إذ سمع نقيق ضفدع من نهر فقال: يا فرعون ما تلقى أنت وقومك من هذا الضفدع؟ فقال: وما عسى أن يكون عند هذا الضفدع؟ فما أمسوا حتى كان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع ، وما منهم من أحد يتكلم إلا وثب ضفدع في فيه ، وما من شيء من آنيتهم إلا وهي ممتلئة من الضفادع. فقالوا مثل ذلك ، فكشف عنهم فلم يفوا ، فأرسل الله عليهم الدم، فصارت أنهارهم دماً، وصارت آبارهم دماً، فشكوا إلى فرعون ذلك فقال: ويحكم قد سحركم؟! فقالوا: ليس نجد من مائنا شيئاً في اناء ولا بئر ولا نهر إلا ونجده طعم الدم العبيط. فقال فرعون: يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنهم الدم فلم يفوا.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فأرسلنا عليهم الطوفان } وهو المطر حتى خافوا الهلاك، فأتوا موسى فقالوا: يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا المطر، فانا نؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم المطر، فأنبت الله به حرثهم وأخصبت بلادهم ، فقالوا: ما نحب أنا لم نمطر ولن نترك إلهنا ونؤمن بك ، ولن نرسل معك بني إسرائيل.

السابقالتالي
2 3 4 5