الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ ٱلْكِتَٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَىٰ نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ مَّا لَمْ تَعْلَمُوۤاْ أَنتُمْ وَلاَ ءَابَآؤُكُمْ قُلِ ٱللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ }

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { وما قدروا الله حق قدره } قال: هم الكفار الذين لم يؤمنوا بقدرة الله عليهم، فمن آمن أن الله على كل شيء قدير فقد قدر الله حق قدره، ومن لم يؤمن بذلك فلم يؤمن بالله حق قدره { إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء } يعني من بني إسرائيل، قالت اليهود يا محمد أنزل الله عليك كتاباً؟ قال: نعم. قالوا: والله ما أنزل الله من السماء كتاباً فأنزل الله قل يا محمد { من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدى للناس } إلى قوله { ولا آباؤكم قل الله } أنزله.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله { وما قدروا الله حق قدره } قال: وما علموا كيف هو حيث كذبوه.

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك في قوله { وما قدروا الله حق قدره } قال: ما عظموه حق عظمته.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء } قال: قالها مشركو قريش.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء } قال: قال فنحاص اليهودي: ما أنزل الله على محمد من شيء.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله { إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء } قال: نزلت في مالك بن الصيف.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف، فخاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي " أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى هل تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين؟ وكان حبراً سميناً، فغضب وقال: والله ما أنزل الله على بشر من شيء. فقال له أصحابه: ويحك...! ولا على موسى؟ قال: ما أنزل الله على بشر من شيء، فأنزل الله { وما قدروا الله حق قدره... } الآية ".

وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال: جاء ناس من يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتب فقالوا: يا أبا القاسم ألا تأتينا بكتاب من السماء كما جاء به موسى ألواحاً؟ فأنزل الله تعالىيسئلك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء } [النساء: 153] الآية. فجثا رجل من اليهود فقال: ما أنزل الله عليك. ولا على موسى، ولا على عيسى، ولا على أحد شيئاً، فأنزل الله { وما قدروا الله حق قدره.

السابقالتالي
2