الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ } * { وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ }

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن إسحاق قال " دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه إلى الإِسلام وكلمهم فابلغ إليهم فيما بلغني، فقال له زمعة بن الأسود بن المطلب، والنضر بن الحارث بي كلدة، وعبدة بن عبد يغوث، وأبي خلف بن وهب، والعاصي بن وائل بن هشام: لو جعل معك يا محمد ملك يحدث عنك الناس ويرى معك، فأنزل الله في ذلك من قولهم { وقالوا لولا أنزل عليه ملك... } الآية ".

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { وقالوا لولا أنزل عليه ملك } قال: ملك في صورة رجل { ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر } قال: لقامت الساعة.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر } يقول: لو أنزل الله ملكاً ثم لم يؤمنوا لعجَّل لهم العذاب.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس { ولو أنزلنا ملكاً } قال: ولو أتاهم ملك في صورته { لقضي الأمر } لأهلكناهم { ثم لا ينظرون } لا يؤخرون { ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً } يقول: لو أتاهم ملك ما أتاهم إلا في صورة رجل لأنهم لا يستطيعون النظر إلى الملائكة { وللبسنا عليهم ما يلبسون } يقول: لخلطنا عليهم ما يخلطون.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً } قال: في صورة رجل، وفي خلق رجل.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً } يقول: في صورة آدمي.

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله { ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً } قال: لجعلنا ذلك الملك في صورة رجل، لم نرسله في صورة الملائكة.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس { وللبسنا عليهم } يقول: شبهنا عليهم.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { وللبسنا عليهم ما يلبسون } يقول: شبهنا عليهم ما يشبهون على أنفسهم.

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { وللبسنا عليهم ما يلبسون } يقول: ما لبس قوم على أنفسهم إلا لبس الله عليهم، واللبس إنما هو من الناس، قد بين الله للعباد، وبعث رسله، واتخذ عليهم الحجة، وأراهم الآيات، وقدم إليهم بالوعيد.