الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ } * { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا ٱضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُعْتَدِينَ } * { وَذَرُواْ ظَٰهِرَ ٱلإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْسِبُونَ ٱلإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ }

أخرج أبو داود والترمذي وحسنه والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال: جاءت اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أنأكل مما قتلنا ولا نأكل مما يقتل الله؟ فأنزل الله { فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين } إلى قوله { وإن أطعتموهم إنكم لمشركون }.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { فكلوا مما ذكر اسم الله عليه } فإنه حلال { إن كنتم بآياته مؤمنين } يعني بالقرآن مصدقين { وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه } يعني الذبائح { وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه } يعني ما حرم عليكم من الميتة { وإن كثيراً } من مشركي العرب { ليضلون بأهوائهم بغير علم } يعني في أمر الذبائح وغيره { إن ربك هو أعلم بالمعتدين }.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { وقد فصل لكم } يقول: بين لكم { ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه } أي من الميتة والدم ولحم الخنزير.

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { وقد فصل لكم } مثقلة بنصب الفاء { ما حرم عليكم } برفع الحاء وكسر الراء { وإن كثيراً ليضلون } برفع الياء.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس { وذروا ظاهر الإثم } قال: هو نكاح الأمهات والبنات { وباطنه } قال: هو الزنا.

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { وذروا ظاهر الإثم وباطنه } قال: الظاهر منهلا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء } [النساء: 22] وحرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم } [النساء: 23] الآية، والباطن الزنا.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وذروا ظاهر الإثم وباطنه } قال: علانيته وسره.

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { وذروا ظاهر الإثم وباطنه } قال: ما يحدث به الإنسان نفسه مما هو عامله.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله { وذروا ظاهر الإثم وباطنه } قال: نهى الله عن ظاهر الاثم وباطنه أن يعمل به.