الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ ٱلْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوۤاْ أَهْوَآءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ }

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { لا تغلوا في دينكم } يقول: لا تبتدعوا.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { لا تغلوا في دينكم } قال: الغلو فراق الحق، وكان مما غلوا فيه أن دعوا لله صاحبة وولداً.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال: قد كان قائم قام عليهم، فأخذ بالكتاب والسنة زماناً، فأتاه الشيطان فقال: إنما تركب اثراً وأمراً قد عمل به قبلك فلا تحمد عليه، ولكن ابتدع أمراً من قبل نفسك وادع إليه واجبر الناس عليه، ففعل ثم ادّكر من بعد فعله زماناً فاراد أن يموت، فخلع سلطانه وملكه وأراد أن يتعبد، فلبث في عبادته أياماً فأتي فقيل له: لو أنك تبت من خطيئة عملتها فيما بينك وبين ربك عسى أن يتاب عليك، ولكن ضل فلان وفلان في سبيلك حتى فارقوا الدنيا وهم على الضلالة، فكيف لك بهداهم؟ فلا توبة لك أبداً، ففيه سمعنا وفي اشباهه هذه الآية { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل }.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { لا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً } فهم أولئك الذين ضلوا وأضلوا أتباعهم { وضلوا عن سواء السبيل } عن عدل السبيل. والله أعلم.