الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ ٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ ٱلإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { وترى كثيراً منهم يسارعون في الإثم والعدوان } قال: هؤلاء اليهود { لبئس ما كانوا يعملون، لولا ينهاهم الربانيون } إلى قوله { لبئس ما كانوا يصنعون } ويعملون واحد. قال: هؤلاء لم ينهوا كما قال لهؤلاء حين عملوا.

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { وترى كثيراً منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت } قال: كان هذا في أحكام اليهود بين أيديكم.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله { لولا ينهاهم الربانيون والأحبار } وهم الفقهاء والعلماء.

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله { لولا ينهاهم } العلماء والأحبار.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { لبئس ما كانوا يصنعون } قال: حيث لم ينهوهم عن قولهم الإثم وأكلهم السحت.

وأخرج ابن أبي حاتم أن علي رضي الله عنه أنه قال في خطبته: أيها الناس، إنما هلك من هلك قبلكم بركوبهم المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار، فلما تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار أخذتهم العقوبات، فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقاً ولا يقرِّب أجلاً.

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: ما في القرآن آية أشد توبيخاً من هذه الآية " لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم العدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون " هكذا قرأ.

وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك ابن مزاحم قال: ما في القرآن آية أخوف عندي من هذه الآية { لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون } أساء الثناء على الفريقين جميعاً.

وأخرج عبد بن حميد من طريق سلمة بن نبيط عن الضحاك { لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت } قال { الربانيون والأحبار } فقهاؤهم وعلماؤهم قال: ثم يقول الضحاك: وما أخوفني من هذه الآية.

وأخرج أبو داود وابن ماجة عن جرير. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما من قوم يكون بين أظهرهم من يعمل من المعاصي هم أعز منه وأمنع من أن يغيروا إلا أصابهم الله منه بعذاب ".