الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلأَنْفَ بِٱلأَنْفِ وَٱلأُذُنَ بِٱلأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ }

أخرج ابن جرير عن ابن جريج قال " لما رأت قريظة النبي صلى الله عليه وسلم حكم بالرجم، وقد كانوا يخفونه في كتابهم، فنهضت قريظة فقالوا: يا محمد، اقض بيننا وبين إخواننا بني النضير، وكان بينهم دم قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت النضير ينفرون على بني قريظة دياتهم على انصاف ديات النضير، فقال: دم القرظي وفاء دم النضير، فغضب بنو النضير وقالوا: لا نطيعك في الرجم ولكنا نأخذ بحدودنا التي كنا عليها، فنزلت { أفحكم الجاهلية يبغون } [المائدة: 50] ونزل { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس... } الآية ".

وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس { وكتبنا عليهم فيها } قال: في التوراة.

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس } قال: كتب عليهم هذا في التوراة، فكانوا يقتلون الحر بالعبد، ويقولون: كتب علينا أن النفس بالنفس.

وأخرج عبد الرزاق عن سعيد بن المسيب قال: كتب ذلك على بني إسرائيل، فهذه الآيات لنا ولهم.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أنه سئل عن قوله { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس... } إلى تمام الآية. أهي عليهم خاصة؟ قال: بل عليهم والناس عامة.

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة { وكتبنا عليهم فيها } قال: في التوراة { أن النفس بالنفس... } الآية. قال: إنما أنزل ما تسمعون في أهل الكتاب حين نبذوا كتاب الله، وعطّلوا حدوده، وتركوا كتابه، وقتلوا رسله.

وأخرج عبد الرزاق عن الحسن يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من قتل عبده قتلناه، ومن جدعه جدعناه، فراجعوه، فقال: قضى الله { أن النفس بالنفس } ".

وأخرج البيهقي في سننه عن ابن شهاب قال: لما نزلت هذه الآية { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس } أقيد الرجل من المرأة، وفيما تعمده من الجوارح.

وأخرج البيهقي عن سعيد بن المسيب قال: الرجل يقتل بالمرأة إذا قتلها. قال الله { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس }.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه في قوله { أن النفس بالنفس } قال: تقتل بالنفس { والعين بالعين } قال: تفقأ بالعين { والأنف بالأنف } قال: يقطع الأنف بالأنف { والسن بالسن والجروح قصاص } قال: وتقتص الجراح بالجراح { فمن تصدَّق به } يقول: من عفا عنه فهو كفارة للمطلوب.

وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين } بنصب النفس ورفع العين وما بعده الآية كلها ".

السابقالتالي
2 3