الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ وَٱلْمُنْخَنِقَةُ وَٱلْمَوْقُوذَةُ وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِٱلأَزْلاَمِ ذٰلِكُمْ فِسْقٌ ٱلْيَوْمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي أمامة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي أدعوهم إلى الله ورسوله وأعرض عليهم شعائر الإسلام، فأتيتهم فبينما نحن كذلك إذ جاؤوا بقصعة دم واجتمعوا عليها يأكلونها، قالوا: هلم يا صدي فكل. قلت: ويحكم...! إنما أتيتكم من عند من يحرِّم هذا عليكم، وأنزل الله عليه. قالوا: وما ذاك؟ قال: فتلوت عليهم هذه الآية { حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير... } الآية.

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة قال: إذا أكل لحم الخنزير عرضت عليه التوبة، فإن تاب وإلا قتل.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله { وما أهل لغير الله به } قال: ما أهل للطواغيت به { والمنخنقة } قال: التي تخنق فتموت { والموقوذة } التي تضرب بالخشبة فتموت { والمتردية } قال: التي تتردى من الجبل فتموت { والنطيحة } قال: الشاة التي تنطح الشاة { وما أكل السبع } يقول: ما أخذ السبع { إلا ما ذكيتم } يقول: ما ذبحتم من ذلك وبه روح فكلوه { وما ذبح على النصب } قال: النصب. إنصاب، كانوا يذبحون ويهلون عليها { وأن تستقسموا بالأزلام } قال: هي القداح كانوا يستقسمون بها في الأمور { ذلكم فسق } يعني من أكل من ذلك كله فهو فسق.

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله تعالى { والمنخنقة } قال: كانت العرب تخنق الشاة، فإذا ماتت أكلوا لحمها. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت امرئ القيس وهو يقول:
يغط غطيط البكر شد خناقه   ليقتلني والمرء ليس بقتال
قال: أخبرني عن قوله { والموقوذة } قال: التي تضرب بالخشب حتى تموت. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
يلوينني دين النهار واقتضي   ديني إذا وقذ النعاس الرقدا
قال: أخبرني عن قوله { الأنصاب } قال: الأنصاب. الحجارة التي كانت العرب تعبدها من دون الله وتذبح لها. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
فلا لعمر الذي مسحت كعبته   وما هريق على الأنصاب من جسد
قال: أخبرني عن قوله { وإن تستقسموا بالأزلام } قال: الأزلام. القداح كانوا يستقسمون الأمور بها، مكتوب على أحدهما أمرني ربي، وعلى الآخر نهاني ربّي، فإذا أرادوا أمراً أتوا بيت أصنامهم، ثم غطوا على القداح بثوب فأيهما خرج عملوا به. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الحطيئة وهو يقول:
لا يزجر الطير إن مرت به سنحاً   ولا يفاض على قدح بأزلام
وأخرج البخاري ومسلم " عن عدي بن حاتم قال: قلت يا رسول الله، إني أرمي بالمعراض الصيد فأصيب، فقال: " إذا رميت بالمعراض فخزق فكله، وإن أصابه بعرضه فإنما هو وقيذ فلا تأكله ".


السابقالتالي
2 3 4 5 6