الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحْنُ أَبْنَٰؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ }

أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أبي، وبحري بن عمرو وشاس بن عدي، فكلمهم وكلموه ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته، فقالوا: ما تخوّفنا يا محمد، نحن والله أبناء الله وأحباؤه كقول النصارى، فأنزل الله فيهم { وقالت اليهود والنصارى.... } إلى آخر الآية " والله تعالى أعلم.

قوله تعالى: { قل فلم يعذبكم } الآية.

أخرج أحمد عن أنس قال " مر النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه وصبي في الطريق، فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ، فأقبلت تسعى وتقول: ابني ابني...فأخذته فقال القوم: يا رسول الله، ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا والله ولا يلقى حبيبه في النار ".

وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " والله لا يعذب الله حبيبه، ولكن يبتليه في الدنيا ".

وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله { يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء } يقول: يهدي منكم من يشاء في الدنيا فيغفر له، ويميت من يشاء منكم على كفره فيعذبه.