أخرج ابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه { ووصينا الإِنسان بوالديه إحساناً } إلى قوله: { وعد الصدق الذي كانوا يوعدون }. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله { حملته أمه كرهاً } قال: مشقة عليها. وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه قال: " وحمله وفصله " بغير ألف. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن بعجة بن عبد الله الجهني قال: تزوّج رجل منا امرأة من جهينة فولدت له تماماً لستة أشهر، فانطلق زوجها إلى عثمان بن عفان فأمر برجمها، فبلغ ذلك علياً رضي الله عنه، فأتاه فقال: ما تصنع؟ قال: ولدت تماماً لستة أشهر وهل يكون ذلك؟ قال: علي رضي الله عنه: أما سمعت الله تعالى يقول: { وحمله وفصاله ثلاثون شهراً } وقال:{ حولين كاملين } [البقرة: 233] فكم تجده بقي إلا ستة أشهر؟ فقال عثمان رضي الله عنه. والله ما فطنت لهذا، علي بالمرأة فوجدوها قد فرغ منها. وكان من قولها لاختها: يا أخيه لا تحزني فوالله ما كشف فرجي أحد قط غيره. قال: فشب الغلام بعدُ فاعترف الرجل به وكان أشبه الناس به. قال: فرأيت الرجل يتساقط عضواً عضواً على فراشه. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي قال: رفع إلى عمر رضي الله عنه امرأة ولدت لستة أشهر فسأل عنها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال علي رضي الله عنه: لا رجم عليها ألا ترى أنه يقول { وحمله وفصاله ثلاثون شهراً } وقال:{ وفصاله في عامين } [لقمان: 14] وكان الحمل ههنا ستة أشهر. فتركها عمر رضي الله عنه. قال: ثم بلغنا أنها ولدت آخر لستة أشهر. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن نافع بن جبير أن ابن عباس أخبره قال: إني لصاحب المرأة التي أتي بها عمر وضعت لستة أشهر فأنكر الناس ذلك، فقلت لعمر: لا تظلم. قال: كيف؟ قلت: اقرأ { وحمله وفصاله ثلاثون شهراً }{ والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين } [البقرة: 233] كم الحول؟ قال: سنة. قلت: كم السنة؟ قال: اثنا عشر شهراً. قلت: فأربعة وعشرون شهراً حولان كاملان ويؤخر الله من الحمل ما شاء ويقدم. قال: فاستراح عمر رضي الله عنه إلى قولي. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن أبي عبيدة مولى عبد الرحمن بن عوف قال: رفعت امرأة إلى عثمان رضي الله عنه ولدت لستة أشهر، فقال عثمان: إنها قد رفعت إلي امرأة ما أراها إلا جاءت بشرّ فقال ابن عباس: إذا كملت الرضاعة كان الحمل ستة أشهر؟ وقرأ { وحمله وفصاله ثلاثون شهراً }.