الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَوَصَّيْنَا ٱلإِنسَانَ بِوَٰلِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَٰلُهُ ثَلٰثُونَ شَهْراً حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِيۤ أَنْ أَشكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَٰلِحاً تَرْضَٰهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِيۤ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِيۤ أَصْحَابِ ٱلْجَنَّةِ وَعْدَ ٱلصِّدْقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ }

أخرج ابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه { ووصينا الإِنسان بوالديه إحساناً } إلى قوله: { وعد الصدق الذي كانوا يوعدون }.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله { حملته أمه كرهاً } قال: مشقة عليها.

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه قال: " وحمله وفصله " بغير ألف.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن بعجة بن عبد الله الجهني قال: تزوّج رجل منا امرأة من جهينة فولدت له تماماً لستة أشهر، فانطلق زوجها إلى عثمان بن عفان فأمر برجمها، فبلغ ذلك علياً رضي الله عنه، فأتاه فقال: ما تصنع؟ قال: ولدت تماماً لستة أشهر وهل يكون ذلك؟ قال: علي رضي الله عنه: أما سمعت الله تعالى يقول: { وحمله وفصاله ثلاثون شهراً } وقال:حولين كاملين } [البقرة: 233] فكم تجده بقي إلا ستة أشهر؟ فقال عثمان رضي الله عنه. والله ما فطنت لهذا، علي بالمرأة فوجدوها قد فرغ منها. وكان من قولها لاختها: يا أخيه لا تحزني فوالله ما كشف فرجي أحد قط غيره. قال: فشب الغلام بعدُ فاعترف الرجل به وكان أشبه الناس به. قال: فرأيت الرجل يتساقط عضواً عضواً على فراشه.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي قال: رفع إلى عمر رضي الله عنه امرأة ولدت لستة أشهر فسأل عنها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال علي رضي الله عنه: لا رجم عليها ألا ترى أنه يقول { وحمله وفصاله ثلاثون شهراً } وقال:وفصاله في عامين } [لقمان: 14] وكان الحمل ههنا ستة أشهر. فتركها عمر رضي الله عنه. قال: ثم بلغنا أنها ولدت آخر لستة أشهر.

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن نافع بن جبير أن ابن عباس أخبره قال: إني لصاحب المرأة التي أتي بها عمر وضعت لستة أشهر فأنكر الناس ذلك، فقلت لعمر: لا تظلم. قال: كيف؟ قلت: اقرأ { وحمله وفصاله ثلاثون شهراً }والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين } [البقرة: 233] كم الحول؟ قال: سنة. قلت: كم السنة؟ قال: اثنا عشر شهراً. قلت: فأربعة وعشرون شهراً حولان كاملان ويؤخر الله من الحمل ما شاء ويقدم. قال: فاستراح عمر رضي الله عنه إلى قولي.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن أبي عبيدة مولى عبد الرحمن بن عوف قال: رفعت امرأة إلى عثمان رضي الله عنه ولدت لستة أشهر، فقال عثمان: إنها قد رفعت إلي امرأة ما أراها إلا جاءت بشرّ فقال ابن عباس: إذا كملت الرضاعة كان الحمل ستة أشهر؟ وقرأ { وحمله وفصاله ثلاثون شهراً }.

السابقالتالي
2