الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ } * { وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ } * { مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ }

أخرج الترمذي وابن أبي الدنيا في ذكر الموت، وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والخطيب، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد إلا وله في السماء بابان: باب يصعد منه عمله، وباب ينزل عليه منه رزقه، فإذا مات فقداه وبكيا عليه، وتلا هذه الآية { فما بكت عليهم السماء والأرض } وذكر أنهم لم يكونوا يعملون على وجه الأرض عملاً صالحاً يبكي عليهم، ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا من عملهم كلام طيب ولا عمل صالح، فتفقدهم فتبكي عليهم ".

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الإِيمان، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل، عن قوله: { فما بكت عليهم السماء والأرض } هل تبكي السماء والأرض على أحد؟ قال: نعم إنه ليس أحد من الخلائق إلا له باب في السماء منه ينزل رزقه وفيه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء، فقده فبكى عليه، وإذا فقده مصلاه من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله فيها بكت عليه، وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض آثار صالحة ولم يكن يصعد إلى الله منهم خير فلم تبك عليهم السماء والأرض.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة { فما بكت عليهم السماء والأرض } قال: هم كانوا أهون على الله من ذلك. قال: وكنا نحدث أن المؤمن تبكي عليه بقاعه التي كان يصلي فيها من الأرض ومصعد عمله من السماء.

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة، عن مجاهد رضي الله عنه { فما بكت عليهم السماء والأرض } قال: ما مات مؤمن إلا بكت عليه السماء والأرض صياحاً. قال: فقيل له تبكي ما تعجب! وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود؟! وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتسبيحه وتكبيره دويّ كدوي النحل؟!

وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد رضي الله عنه قال: إن العالم إذا مات بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحاً.

وأخرج عبد بن حميد، عن معاوية بن قرة رضي الله عنه قال: إن البقعة التي يصلي عليها المؤمن تبكي عليه إذا مات وبحذائها من السماء، ثم قرأ { فما بكت عليهم السماء والأرض }.

وأخرج عبد بن حميد، عن وهب رضي الله عنه قال: إن الأرض لتحزن على العبد الصالح أربعين صباحاً.

وأخرج عبد بن حميد، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه { فما بكت عليهم السماء والأرض } قال: لم تبك عليهم السماء لأنهم لم يكونوا يرفع لهم فيها عمل صالح، ولم تبك عليهم الأرض، لأنهم لم يكونوا يعملون فيها بعمل صالح.

السابقالتالي
2