الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ }

أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن إبراهيم النخعي - رضي الله عنه - في قوله: { والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون } قال: كانوا يكرهون للمؤمنين أن يستذلوا، وكانوا إذا قدروا عَفَوْا.

وأخرج عبد بن حميد، عن منصور قال: سألت إبراهيم عن قوله: { والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون } قال: كانوا يكرهون للمؤمنين أن يذلوا أنفسهم، فيجترىء الفساق عليهم.

وأخرج النسائي وابن ماجة وابن مردويه، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخلت عليّ زينب وعندي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبلت عليّ تسبني، فردعها النبي صلى الله عليه وسلم، فلم تنته، فقال لي: سبيها، فسببتها حتى جف ريقها في فمها، ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم متهلل سروراً.

وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن علي بن زيد بن جدعان - رضي الله عنه - قال: لم أسمع في الأنصار مثل حديث حدثتني به أم ولد أبي محمد، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كنت في البيت، وعندنا زينب بنت جحش، فدخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبلت عليه زينب، فقالت: ما كل واحدة منا عندك إلا على خلابة، ثم أقبلت عليّ تسبني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قولي لها كما تقول لك، فأقبلت عليها - وكنت أطول وأجود لساناً منها - فقامت.

وأخرج ابن جرير، عن السدي رضي الله عنه { والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون } قال: ينتصرون ممن بغى عليهم من غير أن يعتدوا.

وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: { والذين إذا أصابهم البغي } قال: هذا محمد - صلى الله عليه وسلم - ظُلم وبغي عليه وكذب { هم ينتصرون } قال: ينتصر محمد صلى الله عليه وسلم بالسيف.