الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } * { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صَـلَحَ مِنْ آبَآئِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { وَقِهِمُ ٱلسَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

أخرج أبو يعلى وابن مردويه بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة، والعرش على منكبيه وهو يقول: سبحانك أين كنت وأين تكون؟! ".

وأخرج أبو داود وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات بسند صحيح عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة ".

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن حبان بن عطية رضي الله عنه قال: حملة العرش ثمانية. أقدامهم مثقفة في الأرض السابعة، ورؤوسهم قد جاوزت السماء السابعة، وقرونهم مثل طولهم عليها العرش.

وأخرج أبو الشيخ عن ذاذان رضي الله عنه قال: حملة العرش أرجلهم في التخوم لا يستطيعون أن يرفعوا أبصارهم من شعاع النور.

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإِيمان عن هرون بن رباب رضي الله عنه قال: حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت رخيم. يقول أربعة منهم: سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك. وأربعة منهم يقولون: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك.

وأخرج أبو الشيخ وابن أبي حاتم من طريق أبي قبيل أنه سمع عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يقول: حملة العرش ثمانية. ما بين موق أحدهم إلى مؤخرة عينيه مسيرة خمسمائة عام.

وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه قال: حملة العرش الذي يحملونه لكل ملك منهم أربعة وجوه، وأربعة أجنحة: جناحان على وجهه ينظر إلى العرش فيصعق، وجناحان يطير بهما. أقدامهم في الثرى، والعرش على أكتافهم. لكل واحد منهم وجه ثور، ووجه أسد، ووجه إنسان، ووجه نسر. ليس لهم كلام إلا أن يقولوا: قدوس الله القوي، ملأت عظمته السموات والأرض.

وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه قال: حملة العرش أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدوا بأربعة آخرين. ملك منهم في صورة إنسان يشفع لبني آدم في أرزاقهم، وملك منهم في سورة نسر يشفع للطير في أرزاقهم، وملك منهم في صورة ثور يشفع للبهائم في أرزاقهم، وملك في صورة أسد يشفع للسباع في أرزاقهم. فلما حملوا العرش وقعوا على ركبهم من عظمة الله، فلقنوا لا حول ولا قوة إلا بالله، فاستووا قياماً على أرجلهم.

وأخرج أبو الشيخ عن مكحول رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في حملة العرش أربعة أملاك: ملك على صورة سيد الصور وهو ابن آدم، وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد، وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور فما زال غضبان مذ يوم العجل إلى ساعتي هذه، وملك على صورة سيد الطير وهو النسر ".


السابقالتالي
2