الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } * { لَخَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْـمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَلاَ ٱلْمُسِيۤءُ قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ } * { إِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَـةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }

أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم بسند صحيح عن أبي العالية رضي الله عنه قال: إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الدجال يكون منا في آخر الزمان، ويكون من أمره فعظموا أمره، وقالوا: يصنع كذا... فأنزل الله { إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه } قال: لا يبلغ الذي يقول { فاستعذ بالله } فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ من فتنة الدجال { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس } الدجال.

وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار رضي الله عنه في قوله { إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان } قال: هم اليهود نزلت فيهم، فيما ينتظرونه من أمر الدجال.

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس } قال: زعموا أن اليهود قالوا يكون منا ملك في آخر الزمان، البحر إلى ركبتيه، والسحاب دون رأسه، يأخذ الطير بين السماء والأرض. معه جبل خبز ونهر. فنزلت { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس }.

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله { إن في صدورهم إلا كبر } قال: عظمة.

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة. إنما حملهم على التكذيب الزيغ الذي في قلوبهم.

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { وما يستوي الأعمى والبصير } قال { الأعمى } الكافر { والبصير } المؤمن { والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلاً ما تتذكرون } قال: هم في بغيهم بعد.

وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما كان من فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أعظم من فتنة الدجال، وما من نبي إلا حذر قومه ولأخبرنكم عنه بشيء ما أخبره نبي قبلي. فوضع يده على عينه، ثم قال: أشهد أن الله ليس بأعور ".

وأخرج ابن عدي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال. وهو أعور بين عينيه طفرة، مكتوب عليه كافر، معه واديان؛ أحدهما جنة، والآخر نار. فناره جنة، وجنته نار ".

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد وصف الدجال لأمته. وَلأَصِفَنَّهُ صفةً لم يصفها أحد كان قبلي، إنه أعور، وإن الله عز وجل ليس بأعور ".

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه عن أبي عبيدة بن الجراح.

السابقالتالي
2 3 4 5 6