الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَٰقٌ أَوْ جَآءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَٰتِلُوكُمْ أَوْ يُقَٰتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَٰتَلُوكُمْ فَإِنِ ٱعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً }

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن الحسن أن سراقة بن مالك المدلجي حدثهم قال: " لما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم على أهل بدر وأحد، وأسلم من حولهم قال سراقة: بلغني أنه يريد أن يبعث خالد بن الوليد إلى قومي بني مدلج، فأتيته فقلت: أنشدك النعمة. فقالوا: مه. فقال: دعوه، ما تريد؟ قلت: بلغني أنك تريد أن تبعث إلى قومي، وأنا أريد أن توادعهم، فإن أسلم قومك أسلموا ودخلوا في الإسلام، وإن لم يسلموا لم تخشن لقلوب قومك عليهم. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد خالد فقال: اذهب معه فافعل ما يريد، فصالحهم خالد على أن لا يعينوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن أسلمت قريش أسلموا معهم، ومن وصل إليهم من الناس كانوا على مثل عهدهم. فأنزل الله { ودوا لو تكفرون } حتى بلغ { إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق } فكان من وصل إليهم كانوا معهم على عهدهم ".

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله { إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق } يقول: إذا أظهروا كفرهم فاقتلوهم حيث وجدتموهم، فإن أحد منهم دخل في قوم بينكم وبينهم ميثاق فاجروا عليه مثل ما تجرون على أهل الذمة.

وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله { إلا الذين يصلون إلى قوم } الآية. قال: نسختها براءةفإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } [التوبة: 5].

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { حصرت صدورهم } قال: عن هؤلاء، وعن هؤلاء.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي { أو جاءوكم } يقول: رجعوا فدخلوا فيكم { حصرت صدورهم } يقول: ضاقت صدورهم.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة. أنه قرأ { حصرت صدورهم } أي كارهة صدورهم.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع { وألقوا إليكم السلم } قال: الصلح.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس عن قتادة في قوله { فإن اعتزلوكم } الآية. قال: نسختهافاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } [التوبة: 5].

وأخرج ابن جرير عن الحسن وعكرمة في هذه الآية قالا: نسخها في براءة.