الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }

أخرج عبد بن حميد ومسلم وابن أبي حاتم من طريق ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال: لما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه، دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصا ويقولون: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، فقمت على باب المسجد، فناديت بأعلى صوتي: لم يطلق نساءه. ونزلت هذه الآية في { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به } يقول: أفشوه وسعوا به { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } يقول: لعلمه الذين يتجسسونه منهم.

وأخرج ابن جريج وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به } قال: هذا في الإخبار، إذا غزت سرية من المسلمين خبر الناس عنها، فقالوا: أصاب المسلمين من عدوهم كذا وكذا، وأصاب العدو من المسلمين كذا وكذا، فأفشوه بينهم من غير أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو يخبرهم به. قال ابن جريج: قال ابن عباس: { أذاعوا به } أعلنوه وأفشوه { ولو ردوه إلى الرسول } حتى يكون هو الذي يخبرهم به { وإلى أولي الأمر منهم } أولي الفقه في الدين والعقل.

وأخرج ابن جريج وابن أبي حاتم عن السدي { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف } يقول: إذا جاءهم أمر أنهم قد أمنوا من عدوهم، أو أنهم خائفون منه، أذاعوا بالحديث حتى يبلغ عدوهم أمرهم { ولو ردوه إلى الرسول } يقول: ولو سكتوا وردوا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم { وإلى أولي الأمر منهم } يقول: إلى أميرهم حتى يتكلم به { لعلمه الذين يستنبطونه منهم } يعني عن الأخبار، وهم الذين ينقرون عن الأخبار.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك { وإذا جاءهم أمر } قال: هم أهل النفاق.

وأخرج ابن جرير عن أبي معاذ. مثله.

وأخرج عن ابن زيد في قوله { أذاعوا به } قال: نشروه. قال: والذين أذاعوا به قوم إمَّا منافقون وإما آخرون ضعفاء.

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم } يقول: إلى علمائهم.

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال: الولاة الذين يكونون في الحرب عليهم، يتفكرون فينظرون لما جاءهم من الخبر أصدق أم كذب.

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية { لعلمه الذين يستنبطونه منهم } قال: يتبعونه ويتجسسونه.

السابقالتالي
2