الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً }

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك { أفلا يتدبرون القرآن } قال: يتدبرون النظر فيه.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً } يقول: إن قول الله لا يختلف، وهو حق ليس فيه باطل، وإن قول الناس يختلف.

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: سمعت ابن المنكدر يقول وقرأ { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً } فقال: إنما يأتي الاختلاف ما قلوب العباد، فأما من جاء من عند الله فليس فيه اختلاف.

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال: إن القرآن لا يكذب بعضه بعضاً، ولا ينقض بعضه بعضاً، ما جهل الناس من أمره فإنما هو من تقصير عقولهم وجهالتهم، وقرأ { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً } قال: فحق على المؤمن أن يقول: كل من عند الله، يؤمن بالمتشابه ولا يضرب بعضه ببعض إذا جهل أمراً ولم يعرفه، أن يقول: الذي قال الله حق، ويعرف أن الله لم يقل قولاً وينقص، ينبغي أن يؤمن بحقيقة ما جاء من الله.