أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله { خذوا حذركم } قال: عدتكم من السلاح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله { فانفروا ثبات } قال: عصباً يعني سرايا متفرقين { أو انفروا جميعاً } يعني كلكم. وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل { فانفروا ثبات } قال: عشرة فما فوق ذلك. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عمرو بن كلثوم التغلبي وهو يقول:
فأما يوم خشيتنا عليهم
فتصبح خلينا عصباً ثباتا
وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طريق عطاء عن ابن عباس قي سورة النساء { خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعاً } عصباً وفرقاً. قال: نسخها{ وما كان المؤمنون لينفروا كافة } [التوبة: 122] الآية. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { ثبات } قال: فرقاً قليلاً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي { فانفروا ثبات } قال: هي العصبة وهي الثبة { أو انفروا جميعاً } مع النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { أو انفروا جميعاً } أي إذا نفر نبي الله صلى الله عليه وسلم، فليس لأحد أن يتخلف عنه. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { وإن منكم لمن ليبطئن } إلى قوله { فسوف يؤتيه أجراً عظيماً } ما بين ذلك في المنافق. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان { وإن منكم لمن ليبطئن } قال: هو فيما بلغنا عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين { ليبطئن } قال: ليتخلفن عن الجهاد { فإن أصابتكم مصيبة } من العدو وجهد من العيش { قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيداً } فيصيبني مثل الذي أصابهم من البلاء والشدة { ولئن أصابكم فضل من الله } يعني فتحاً وغنيمة وسعة في الرزق { ليقولن } المنافق وهو نادم في التخلف { كأن لم يكن بينكم وبينه مودة } يقول: كأنه ليس من أهل دينكم في المودة فهذا من التقديم { يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً } يعني آخذ من الغنيمة نصيباً وافراً. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة { وإن منكم لمن ليبطئن } عن الجهاد وعن الغزو في سبيل الله { فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيداً } قال: هذا قول مكذب { ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن... } الآية. قال: هذا قول حاسد. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج { وإن منكم لمن ليبطئن } قال: المنافق يبطئ المسلمين عن الجهاد في سبيل الله { فإن أصابتكم مصيبة } قال: بقتل العدو من المسلمين { قال قد أنعم الله عليَّ إذ لم أكن معهم شهيداً } قال: هذا قول الشامت { ولئن أصابكم فضل من الله } ظهر المسلمون على عدوهم وأصابوا منهم غنيمة { ليقولن.