الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } * { ٱنظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلكَذِبَ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْماً مُّبِيناً }

أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال: إن اليهود قالوا: إن أبناءنا قد توفوا وهم لنا قربة عند الله، وسيشفعون لنا ويزكوننا فقال الله لمحمد { ألم ترَ إلى الذين يزكُّون أنفسهم... } الآية.

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: كانت اليهود يقدمون صبيانهم يصلون بهم، ويقربون قربانهم، ويزعمون أنهم لا خطايا لهم ولا ذنوب، وكذبوا قال الله: إني لا أطهر ذا ذنب بآخر لا ذنب له، ثم أنزل الله { ألم ترَ إلى الذين يزكُّون أنفسهم }.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله { ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم } قال: يعني يهود، كانوا يقدمون صبياناً لهم أمامهم في الصلاة فيؤمونهم، يزعمون أنهم لا ذنوب لهم قال: فتلك التزكية.

وأخرج ابن جرير عن أبي مالك في قوله { ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم } قال: نزلت في اليهود، كانوا يقدمون صبيانهم يقولون: ليست لهم ذنوب.

وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: كان أهل الكتاب يقدمون الغلمان الذين لم يبلغوا الحنث، يصلون بهم يقولون: ليس لهم ذنوب. فأنزل الله { ألم ترَ إلى الذين يزكُّون أنفسهم... } الآية.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { ألم ترَ إلى الذين يزكُّون أنفسهم } قال: هم اليهود والنصارى قالوانحن أبناء الله وأحباؤه } [المائدة: 18].وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى } [البقرة: 111].

وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله { ألم ترَ إلى الذين يزكُّون أنفسهم } قال: نزلت في اليهود قالوا: إنا نعلم أبناءنا التوراة صغاراً فلا يكون لهم ذنوب، وذنوبنا مثل ذنوب أبناءنا، ما عملنا بالنهار كفر عنا بالليل.

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال: إن الرجل ليغدر بدينه ثم يرجع وما معه منه شيء، يلقى الرجل ليس يملك له نفعاً ولا ضراً فيقول: والله إنك لذيت وذيت، ولعله أن يرجع ولم يَجُدْ من حاجته بشيء وقد أسخط الله عليه، ثم قرأ { ألم ترَ إلى الذين يزكون أنفسهم... } الآية.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله { ولا يظلمون فتيلاً } قال: الفتيل. ما خرج من بين الأصبعين.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن عباس قال: الفتيل. هم أن تدلك بين أصبعيك، فما خرج منهما فهو ذلك.

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قال: النقير. النقرة تكون في النواة التي تنبت منها النخلة، والفتيل. الذي يكون على شق النواة، والقطمير. القشر الذي يكون على النواة.

السابقالتالي
2