الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً }

أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل من طرق " عن ابن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ عليَّ قلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: نعم. إني أحب أن أسمعه من غيري. فقرأت سورة النساء حتى أتيت على هذه الآية { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً } فقال: حسبك الآن.. فإذا عيناه تذرفان ".

وأخرج الحاكم وصححه عن عمرو بن حريث قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود: " اقرأ. قال: أقرأ وعليك أنزل؟! قال: إني أحب أن أسمعه من غيري. فافتتح سورة النساء حتى بلغ { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد... } الآية. فاستعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكف عبد الله " ".

وأخرج ابن أبي حاتم والبغوي في معجمه والطبراني بسند حسن عن محمد بن فضالة الأنصاري - وكان ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم -أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم في بني ظفر ومعه ابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وناس من أصحابه، فـ " أمر قارئاً فقرأ، فأتى على هذه الآية { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً } فبكى حتى اضطرب لحياه وجنباه، وقال: يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهريه فكيف بمن لم أره؟ ".

وأخرج الطبراني عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده. " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً } بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: " يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهريه فكيف بمن لم أره " ".

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد } قال: رسولها يشهد عليها أن قد أبلغهم ما أرسله الله به إليهم { وجئنا بك على هؤلاء شهيداً } قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى عليها فاضت عيناه.

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود " { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد } قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شهيداً عليهم ما دمت فيهم فإذا توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم " والله تعالى أعلم.