الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَٰلِيَ مِمَّا تَرَكَ ٱلْوَٰلِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ وَٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَٰنُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً }

أخرج البخاري وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس والحاكم والبيهقي في سننه عن ابن عباس { ولكل جعلنا موالي } قال: ورثة { والذين عقدت أيمانكم } قال: كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه، للأخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، فلما نزلت { ولكل جعلنا موالي } نسخت، ثم قال { والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم } من النصر والرفادة والنصيحة، وقد ذهب الميراث ويوصى له.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وابن مردويه عن ابن عباس { ولكل جعلنا موالي } قال: عصبة { والذين عقدت أيمانكم } قال: كان الرجل يعاقد الرجل أيهما مات ورثه الآخر، فأنزل اللهوأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفاً } [الأحزاب: 6] يقول: إلا أن يوصوا إلى أوليائهم الذين عاقدوا وصية، فهو لهم جائز من ثلث مال الميت وهو المعروف.

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله { ولكل جعلنا موالي } قال: الموالي. العصبة، هم كانوا في الجاهلية الموالي، فلما دخلت العجم على العرب لم يجدوا لهم اسماً. فقال اللهفإن لم تعلموا أباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم } [الأحزاب: 5] فسموا الموالي.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { والذين عقدت أيمانكم } قال: كان الرجل قبل الإسلام يعاقد الرجل، يقول: ترثني وأرثك، وكان الأحياء يتحالفون. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل حلف كان في الجاهلية أو عقد أدركه الإسلام فلا يزيده الإسلام إلا شدة، ولا عقد ولا حلف في الإسلام نسختها هذه الآية { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض } [الأحزاب: 6] ".

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال: كان الرجل يعاقد الرجل فيرث كل واحد منهما صاحبه، وكان أبو بكر عاقد رجلاً فورثه.

وأخرج أبو داود وابن جرير وابن مردويه عن عكرمة عن ابن عباس في قوله { والذين عقدت أيمانكم } قال: كان الرجل يحالف الرجل ليس بينهما نسب فيرث أحدهما الآخر، فنسخ في ذلك في الأنفال فقال:وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله } [الأحزاب: 6].

وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في الآية قال: كان الرجل يعاقد الرجل في الجاهلية فيقول: دمي دمك، وهدمي هدمك، وترثني وأرثك، وتطلب بي وأطلب بك. فجعل له السدس من جميع المال في الإسلام، ثم يقسم أهل الميراث ميراثهم. فنسخ ذلك بعد في سورة الأنفال فقال: { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض } فقذف ما كان من عهد يتوارث به وصارت المواريث لذوي الأرحام.

السابقالتالي
2 3