الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآتُواْ ٱلْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ ٱلْخَبِيثَ بِٱلطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً }

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: إن رجلاً من غطفان كان معه مال كثير لابن أخ له يتيم، فلما بلغ اليتيم طلب ماله فمنعه عنه، فخاصمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فنزلت { وآتوا اليتامى أموالهم } يعني الأوصياء يقول: أعطوا اليتامى أموالهم { ولا تتبدَّلوا الخبيث بالطيب } يقول: لا تتبدلوا الحرام من أموال الناس بالحلال من أموالكم. يقول: لا تبذروا أموالكم الحلال وتأكلوا أموالهم الحرام.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد { ولا تتبدَّلوا الخبيث بالطيب } قال: الحرام بالحلال. لا تعجل بالرزق الحرام قبل أن يأتيك الحلال الذي قدر لك { ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم } قال: لا تأكلوا أموالهم مع أموالكم تخلطونها فتأكلونها جميعاً { إنه كان حوباً كبيراً } قال: إثماً.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب { ولا تتبدَّلوا الخبيث بالطيب } قال: لا تعط مهزولاً وتأخذ سميناً.

وأخرج ابن جرير عن الزهري. مثله.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم في الآية قال: لا تُعْطِ زائفاً وتأخذ جيداً.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال: كان أحدهم يأخذ الشاة السمينة من غنم اليتيم ويجعل فيها مكانها الشاة المهزولة، ويقول: شاة بشاة. ويأخذ الدرهم الجيد ويطرح مكانه الزيف، ويقول: درهم بدرهم.

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال: كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء، ولا يورثون الصغار. يأخذه الأكبر فنصيبه من الخيرات طيب، وهذا الذي يأخذه خبيث.

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة { ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم } قال: مع أموالكم.

وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: لما نزلت هذه الآية في أموال اليتامى، كرهوا أن يخالطوهم، وجعل ولي اليتيم يعزل مال اليتيم عن ماله. فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله { ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم } قال: فخالطوهم واتقوا.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله { حوباً كبيراً } قال: إثماً عظيماً.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس حوباً قال: ظلماً.

وأخرج الطستي في مسائله وابن الأنباري في الوقف والإبتداء والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { حوباً } قال: إثماً بلغة الحبشة قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول الأعشى الشاعر:
فإني وما كلفتموني من أمركم   ليعلم من أمسى أعق وأحوبا
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة أنه كان يقرأ حوباً برفع الحاء.

وأخرج عن الحسن أنه كان يقرؤها { حوباً } بنصب الحاء.