الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ }

أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " قال رجل من اليهود بسوق المدينة: والذي اصطفى موسى على البشر. فرفع رجل من الأنصار يده فلطمه قال: أتقول هذا وفينا رسول الله؟ فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " قال الله { ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } فاكون أوّل من يرفع رأسه، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أرفع رأسه قبلي أو كان ممن استثنى الله عز وجل " ".

وأخرج أبو يعلى والدارقطني في الأفراد وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سئل جبريل عليه السلام عن هذه الآية { فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله } من الذين لم يشإ الله أن يصعقهم؟ قال: هم الشهداء مقلدون باسيافهم حول عرشه، تتلقاهم الملائكة عليهم السلام يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوت، أزمتها الدر برحائل السندس والإستبرق، نمارها ألين من الحرير، مدَّ خطاها مدَّ أبصار الرجل، يسيرون في الجنة يقولون عند طول البرهة؛ انطلقوا بنا إلى ربنا ننظر كيف يقضي بين خلقه؟ يضحك اليهم إلهي، وإذا ضحك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه ".

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أبي هريرة { فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله } قال: هم الشهداء ثنية الله تعالى.

وأخرج سعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله { إلا من شاء الله } قال: هم الشهداء ثنية الله، متقلدي السيوف حول العرش.

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وأبو نصر السجزي في الابانة وابن مردويه عن أنس قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله } قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين استثنى الله؟ قال " جبريل، وميكائيل، وملك الموت، واسرافيل، وحملة العرش. فإذا قبض الله أرواح الخلائق قال لملك الموت: من بقي؟ وهو أعلم فيقول: رب سبحانك....! رب تعاليت ذا الجلال والاكرام بقي جبريل، وميكائيل، واسرافيل، وملك الموت. فيقول: خذ نفس ميكائيل. فيقع كالطود العظيم. فيقول: يا ملك الموت من بقي؟ فيقول سبحانك رب..! ذا الجلال والاكرام بقي جبريل وملك الموت. فيقول مت يا ملك الموت، فيموت فيقول يا جبريل من بقي فيقول: سبحانك..! يا ذا الجلال والاكرام بقي جبريل وهو من الله بالمكان الذي هو به. فيقول: يا جبريل ما بد من موتك. فيقع ساجداً يخفق بجناحيه يقول: سبحانك رب...! تباركت وتعاليت ذا الجلال والاكرام، أنت الباقي وجبريل الميت الفاني، ويأخذ روحه في الخفقة التي يخفق فيها، فيقع على حيز من فضل خلقه على خلق ميكائيل كفضل الطود العظيم ".


السابقالتالي
2 3 4 5 6