الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ } * { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }

أخرج عبد بن حميد والنسائي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنه قال: لقد لبثنا برهة من دهرنا ونحن نرى أن هذه الآية نزلت فينا، وفي أهل الكتابين من قبل { إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون } قلنا: كيف نختصم ونبينا واحد، وكتابنا واحد؟ حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف، فعرفت أنها نزلت فينا.

وأخرج نعيم بن حماد في الفتن والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: عشنا برهة من دهرنا ونحن نرى هذه الآية نزلت فينا { إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون } فقلت: لم نختصم. أما نحن فلا نعبد إلا الله، وأما ديننا فالإِسلام، وأما كتابنا فالقرآن لا نغيره أبداً ولا نحرف الكتاب، وأما قبلتنا فالكعبة، وأما حرمنا فواحد، وأما نبينا فمحمد صلى الله عليه وسلم. فكيف نختصم؟ حتى كفح بعضنا وجه بعض بالسيف، فعرفت أنها نزلت فينا.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نزلت علينا الآية { ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون } وما ندري ما تفسيرها ولفظ عبد بن حميد. وما ندري فيم نزلت! قلنا ليس بيننا خصومة، فما التخاصم؟ حتى وقعت الفتنة فقلنا: هذا الذي وعدنا ربنا أن نختصم فيه.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن عساكر عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه قال: أنزلت هذه الآية { إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون } وما ندري فيم نزلت! قلنا: ليس بيننا خصومة قالوا وما خصومتنا ونحن اخوان؟! فلما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه قالوا: هذه خصومة ما بيننا.

وأخرج عبد بن حميد عن الفضل بن عيسى رضي الله عنه قال: " لما قرأت هذه الآية { إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون } قيل: يا رسول الله فما الخصومة؟ قال: " في الدماء " ".

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله { إنك ميت وإنهم ميتون } قال: " نعى لنبيه صلى الله عليه وسلم نفسه، ونعى لكم أنفسكم ".

وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن منيع وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في البعث والنشور عن الزبير بن العوّام رضي الله عنه قال: " لما نزلت { إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون } قلت: يا رسول الله أينكر علينا ما يكون بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب؟ قال: نعم. لينكرن ذلك عليكم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه قال الزبير رضي الله عنه: فوالله إن الأمر لشديد ".


السابقالتالي
2