الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَآ مِنَ ٱلْمُتَكَلِّفِينَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: قل يا محمد { ما أسألكم } على ما أدعوكم إليه من أجر عرض من الدنيا.

وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن مسروق رضي الله عنه قال: بينما رجل يحدث في المسجد فقال فيما يقوليوم تأتي السماء بدخان } [الدخان: 10] يكون يوم القيامة يأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام قال: فقمنا حتى دخلنا على عبد الله رضي الله عنه وهو في بيته، فاخبرناه وكان متكئاً فاستوى قاعداً فقال: أيها الناس من علم منكم علما فليقل به، ومن لم يعلم فليقل الله أعلم. قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين }. " وأخرج الديلمي وابن عساكر عن الزبير رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لا ألي من التكلف وصالحو أمتي ".

وأخرج أحمد وابن عدي والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن شقيق رضي الله عنه قال: دخلت أنا وصاحب لي على سلمان رضي الله عنه، فقرب إلينا خبزاً وملحاً فقال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن التكلفت لتكلفت لكم فقال صاحبي لو كان في ملحتنا صعتر، فبعث مطهرته فرهنها فجاء الصعتر، فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا. فقال سلمان رضي الله عنه: لو قنعت ما كانت مطهرتي مرهونة عند البقال.

وأخرج الطبراني والحاكم والبيهقي عن سلمان رضي الله عنه قال: " نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتكلف للضيف ".

وأخرج البيهقي عن سلمان رضي الله عنه قال: " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نتكلف للضيف ما ليس عندنا، وأن نقدم ما حضر ".

وأخرج ابن عدي عن أبي برزة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ قلنا بلى يا رسول الله قال: الرحماء بينهم. ألا أنبئكم بأهل النار؟ قلنا بلى. قال: هم الآيسون، والقانطون، والكذابون، والمتكلفون ".

وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن ابن المنذر قال: آية المتكلف ثلاث: تكلف فيما لا يعلم، وينازل من فوقه، ويتعاطى ما لا ينال.

وأخرج ابن سعد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: من علم علماً فليعلمه، ولا يقولن ما ليس له به علم، فيكون من المتكلفين ويمرق من الدين.