الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَـآبٍ }

أخرج أحمد في الزهد والحكيم الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مالك بن دينار في قوله { وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب } قال: مقام داود عليه السلام يوم القيامة عند ساق العرش، ثم يقول الرب جل وعلا " يا داود مجدني اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني به في الدنيا فيقول: يا رب كيف وقد سلبته؟ فيقول: إني راده عليك اليوم، فيندفع بصوت يستفز نعيم أهل الجنة ".

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب أنه قال { وإن له عندنا لزلفى } أول الكائن يوم القيامة داود، وابنه عليهما السلام.

وأخرج عبد بن حميد عن السدي بن يحيى قال: حدثني أبو حفص رجل قد أدرك عمر بن الخطاب؛ أن الناس يصيبهم يوم القيامة عطش وحر شديد، فينادي المنادي داود، فيسقي على رؤوس العالمين، فهو الذي ذكر الله { وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب }.

وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه ذكر يوم القيامة، فعظم شأنه وشدته قال: ويقول الرحمن لداود عليه السلام مر بين يدي فيقول داود: يا رب أخاف أن تدحضني خطيئتي. فيقول خذ بقدمي، فيأخذ بقدمه عز وجل، فيمر قال فتلك (الزلفى) التي قال الله { وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب } ".

وأخرج عبد بن حميد عن عبيد بن عمير رضي الله عنه { وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب } قال: يدنو حتى يضع يده عليه.

وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه فغفرنا له ذلك الذنب { وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب } قال حسن: المنقلب.

وأخرج الحكيم الترمذي عن مجاهد رضي الله عنه قال: يبعث داود عليه السلام يوم القيامة وخطيئته في كفه، فإذا رآها يوم القيامة لم يجد منها مخرجاً إلا أن يلجأ إلى رحمة الله تعالى، ثم يرى فيقلق. فيقال له: ههنا. فذلك قوله { وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب }