الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْيَ قَالَ يٰبُنَيَّ إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ } * { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } * { وَنَادَيْنَاهُ أَن يٰإِبْرَاهِيمُ } * { قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَآ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلاَءُ ٱلْمُبِينُ } * { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } * { كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ }

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { بلغ معه السعي } قال: العمل.

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله { فلما بلغ معه السعي } قال: أدرك معه العمل.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { فلما بلغ معه السعي } قال: لما مشى مع أبيه.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه { فلما بلغ معه السعي } قال: لما مشى، فأسر في نفسه حزناً في قراءة عبد الله { قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك }.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه { فلما بلغ معه السعي } قال: لما شب حتى أدرك سعيه، سعى إبراهيم في العمل { فلما أسلما } قال: سلما ما أمرا به { وتله للجبين } قال: وضع وجهي للأرض. ففعل، فلما أدخل يده ليذبحه { نودي أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا } فأمسك يده ورفع رأسه، فرأى الكبش ينحط إليه حتى وقع عليه، فذبحه.

وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أراد إبراهيم عليه السلام أن يذبح إسحاق قال لأبيه: إذا ذبحتني فاعتزل لا أضطرب، فينتضح عليك دمي فشده، فلما أخذ الشفرة وأراد أن يذبحه، نودي من خلفه { أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا }.

وأخرج أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة، فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى به الجمرة القصوى، فعرض له الشيطان، فرماه بسبع فساخ، فلما أراد إبراهيم أن يذبح إسحاق عليهما السلام قال لأبيه: يا أبت أوثقني لا أضطرب، فينتضح عليك دمي إذا ذبحتني فشده، فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه، نودي من خلفه { أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا } ".

وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق مجاهد رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما { وإن من شيعته لإِبراهيم } قال: من شيعة نوح على منهاجه وسننه { بلغ معه السعي } شب حتى بلغ سعيه سعي إبراهيم في العمل { فلما أسلما } سلما ما أمرا به { وتله } وضع وجهه للأرض فقال: لا تذبحني وأنت تنظر، عسى أن ترحمني فلا تجهز علي، وإن أجزع فانكص فامتنع منك، ولكن أربط يدي إلى رقبتي، ثم ضع وجهي إلى الأرض، فلما أدخل يده ليذبحه فلم تصل المدية حتى نودي { أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا } فأمسك يده فذلك قوله { وفديناه بذبح عظيم } بكبش { عظيم } متقبل.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10