أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث } قال: النفخة الأخيرة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما { فإذا هم من الأجداث } يعني من القبور { إلى ربهم ينسلون } قال: يخرجون. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه، مثله. وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { من الأجداث } قال: القبور قال: هل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول عبد الله بن رواحة:
حيناً يقولون اذ مروا على جدثي
أرشده يا رب من غاز وقد رشدا
قال أخبرني عن قوله { إلى ربهم ينسلون } قال: النسل المشي الخبب قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت نابغة بن جعدة وهو يقول:
عملان الذنب أمشي فاريا
يرد الليل عليه فنسل
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن علي رضي الله عنه أنه قرأ { يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا }. وأخرج ابن الأنباري عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: ينامون نومة قبل البعث، فيجدون لذلك راحة فيقولون { يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا }. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه في قوله { من بعثنا من مرقدنا } قال: ينامون قبل البعث نومة. وأخرج هناد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن مجاهد قال: للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم قبل يوم القيامة، فإذا صيح بأهل القبور يقول الكافر { يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } فيقول المؤمن إلى جنبه { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون }. وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: يقول المشركون { يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } فيقول المؤمن { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون }. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } قال: أولها للكفار، وآخرها للمسلمين. قال الكفار { يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } وقال المسلمون { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون }. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه في الآية قال: كانوا يرون أن العذاب يخفف عنهم ما بين النفختين، فلما كانت النفخة الثانية، قالوا: { يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا }. وأخرج ابن أبي حاتم رضي الله عنه في الآية قال: ينامون قبل البعث نومة، فإذا بعثوا قال الكفار { يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } قال: فتجيبهم الملائكة { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون }. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { فإذا هم جميع لدينا محضرون } قال: عند الحساب.