الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } * { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }

أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: الغرة في الحياة الدنيا أن يغتر بها، وتشغله عن الآخرة؛ أن يمهد لها، ويعمل لها كقول العبد إذا أفضى إلى الآخرةيا ليتني قدمت لحياتي } [الفجر: 24] والغرة بالله: أن يكون العبد في معصية الله، ويتمنى على الله المغفرة.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { إن الشيطان لكم عدوّ فاتخذوه عدواً } قال: عادوه فإنه يحق على كل مسلم عداوته، وعداوته أن يعاديه بطاعة الله. وفي قوله { إنما يدعو حزبه } قال: أولياءه { ليكونوا من أصحاب السعير } أي ليسوقهم إلى النار، فهذه عداوته.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله { إنما يدعو حزبه... } الآية. قال يدعو حزبه إلى معاصي الله، وأصحاب معاصي الله أصحاب السعير، وهؤلاء حزبه من الإِنس ألا تراه يقول:أولئك حزب الشيطان } [المجادلة: 19] قال: والحزب ولاية الذين يتولاهم ويتولونه.

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { لهم مغفرة وأجر كبير } قال: كل شيء في القرآن { لهم مغفرة وأجر كبير } ورزق كريم فهو الجنة.