الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ } * { وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }

أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها } قال: أحمر وأصفر { ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها } أي جبال حمر { وغرابيب سود } والغرابيب السود يعني لونه كما اختلفت ألوان هذه الجبال، وألوان الناس والدواب والأنعام كذلك { إنما يخشى الله من عباده العلماء } قال: كان يقال كفى بالرهبة علماً.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ثمرات مختلفاً ألوانها } قال: الأبيض، والأحمر، والأسود وفي قوله { ومن الجبال جدد بيض } قال: طرائق بيض يعني الألوان.

وأخرج البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيصبغ ربك؟ قال " نعم. صبغاً لا ينقض. أحمر. وأصفر. وأبيض " ".

وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله { جدد } قال: طرائق. طريقة بيضاء، وطريقة خضراء. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الشاعر وهو يقول:
قد غادر السبع في صفحاتها جدداً   كأنها طرق لاحت على أكم
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ومن الجبال جدد بيض } قال: طرائق بيض { وغرابيب سود } قال: جبال سود.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: { الغرابيب الأسود } الشديد السواد.

وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله { مختلفاً ألوانها } قال: منها الأحمر والأبيض والأخضر والأسود، وكذلك ألوان الناس منهم الأحمر والأسود والأبيض، وكذلك الدواب، والأنعام.

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله { ومن الجبال جدد } قال: طرائق تكون في الجبل بيض وحمر، فتلك الجدد { وغرابيب سود } قال: جبال سود { ومن الناس والدواب والأنعام... }. قال: كذلك اختلاف الناس والدواب والأنعام، كاختلاف الجبال. ثم قال { إنما يخشى الله من عباده العلماء } فلا فضل لما قبلها.

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { ومن الجبال جدد بيض } قال: طرائق مختلفة، كذلك اختلاف ما ذكر من اختلاف ألوان الناس والدواب والأنعام، كذلك كما اختلفت هذه الأنعام تختلف الناس في خشية الله كذلك.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: الخشية والايمان والطاعة والتشتت في الألوان.

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { إنما يخشى الله من عباده العلماء } قال: العلماء بالله الذين يخافونه.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { إنما يخشى الله من عباده العلماء } قال: الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير.

السابقالتالي
2 3