الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَٱلَّذِينَ يَمْكُرُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }

أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { من كان يريد العزة } قال: بعبادة الأوثان { فلله العزة جميعاً } قال: فليتعزز بطاعة الله.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود قال: إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله. إن العبد المسلم إذا قال سبحان الله وبحمده، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وتبارك الله، قبض عليهن ملك يضمهن تحت جناحه، ثم يصعد بهن إلى السماء، فلا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يجيء بهن وجه الرحمن، ثم قرأ { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه }.

وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله { إليه يصعد الكلم الطيب } قال: ذكر الله { والعمل الصالح يرفعه } قال: أداء الفرائض فمن ذكر الله في أداء فرائضه حمل عليه ذكر الله فصعد به إلى الله، ومن ذكر الله ولم يؤد فرائضه وكلامه على عمله، وكان عمله أولى به.

وأخرج آدم بن أبي أياس والبغوي والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد رضي الله عنه { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } قال: هو الذي يرفع الكلام الطيب.

وأخرج الفريابي عن سعيد بن جبير رضي الله عنه، مثله.

وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في قوله { إليه يصعد الكلم الطيب } قال: القرآن.

وأخرج ابن أبي حاتم عن مطر رضي الله عنه في قوله { إليه يصعد الكلم الطيب } قال: الدعاء.

وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله { إليه يصعد الكَلِمُ الطيب والعمل الصالح يرفعه } قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب إلى الله، ويعرض القول على العمل، فإن وافقه رفع وإلا رد.

وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب.

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن شهر بن حوشب في الآية قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب.

وأخرج ابن المنذر عن مالك بن سعد قال: إن الرجل ليعمل الفريضة الواحدة من فرائض الله وقد أضاع ما سواها، فما زال الشيطان يمنيه فيها، ويزين له حتى ما يرى شيئاً دون الجنة، فقبل أن تعملوا أعمالكم فانظروا ما تريدون بها، فإن كانت خالصة لله فامضوها، وإن كانت لغير الله فلا تشقوا على أنفسكم، ولا شيء لكم فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً، فإنه قال تبارك وتعالى { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه }.

السابقالتالي
2