الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ }

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ولو ترى إذ فزعوا } قال: في الدنيا عند الموت حين عاينوا الملائكة، ورأوا بأس اللهوأنَّى لهم التناوش من مكان بعيد } [غافر: 84] قال: لا سبيل لهم إلى الإِيمان كقوله { فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وقد كفروا به من قبل } قال: قد كانوا يدعون إليه وهم في دعة ورخاء، فلم يؤمنوا به { ويقذفون بالغيب } يرجمون بالظن يقولون: إنه لا جنة، ولا نار، ولا بعث { وحيل بينهم وبين ما يشتهون } قال: اشتهوا طاعة الله لو أنهم عملوا فحيل بينهم وبين ذلك.

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ولو ترى إذ فزعوا } قال: يوم القيامة { فلا فوت } فلم يفوتوا ربك.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { ولو ترى إذ فزعوا } قال: في القبور من الصيحة.

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { ولو ترى إذ فزعوا... } قال: هذا يوم بدر حين ضربت أعناقهم فعاينوا العذاب فلم يستطيعوا فراراً من العذاب، ولا رجوعاً إلى التوبة.

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه في قوله { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت } قال: هو يوم بدر.

وأخرج عبد بن حميد عن زيد بن أسلم، مثله.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت } قال: هم قتلى المشركين من أهل بدر، نزلت فيهم هذه الآيه.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب } قال: هو جيش السفياني قال: من أين أخذ؟ قال: من تحت أقدامهم.

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية رضي الله عنه في قوله { ولو ترى إذ فزعوا... } قال: قوم خسف بهم أخذوا من تحت أقدامهم.

وأخرج ابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يبعث ناس إلى المدينة، حتى إذا كانوا ببيداء بعث الله عليهم جبريل عليه السلام، فضربهم برجله ضربة، فيخسف الله بهم، فذلك قوله { ولو ترى إذ فزعوا فلا فَوْتَ وأُخذوا من مكان قريب } ".

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت } قال: هم الجيش الذين يخسف بهم بالبيداء، يبقى منهم رجل يخبر الناس بما لقي أصحابه.

السابقالتالي
2 3