الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً } * { لِّيَسْأَلَ ٱلصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً }

أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم } قال: في ظهر آدم { وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً } قال: أغلظ مما أخذه من الناس { ليسأل الصادقين عن صدقهم } قال: المبلغين من الرسل المؤدين.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم... } الآية. قال: أخذ الله على النبيين خصوصاً أن يصدق بعضهم بعضاً، وأن يتبع بعضهم بعضاً.

وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن أبي مريم الغساني رضي الله عنه: " أن أعرابياً قال: يا رسول الله ما أول نبوّتك؟ قال: أخذ الله مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم، ثم تلا { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً } ودعوة أبي إبراهيم قال { وابعث فيهم رسولاً منهم } [البقرة: 129] وبشارة المسيح ابن مريم، ورأت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامها: أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام ".

وأخرج الطيالسي والطبراني وابن مردويه عن أبي العالية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خلق الله الخلق، وقضى القضية، وأخذ ميثاق النبيين، وعرشه على الماء، فأخذ أهل اليمين بيمينه، وأخذ أهل الشمال بيده الأخرى، وكلتا يدي الرحمن يمين، فأما أصحاب اليمين فاستجابوا إليه فقالوا: لبيك ربنا وسعديك قال { ألست بربكم؟ قالوا: بلى } [الأعراف: 172] فخلط بعضهم ببعض فقال قائل منهم: يا رب لم خلطت بيننا فإن { لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون } [المؤمنون: 63] قال: أن يقولوا يوم القيامة { إنا كنا عن هذا غافلين } [الأعراف: 172] ثم ردهم في صلب آدم عليه السلام فأهل الجنة أهلها، وأهل النار أهلها، فقال قائل: فما العمل إذاً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعمل كل قوم لمنزلتهم، فقال: ابن الخطاب رضي الله عنه: إذن نجتهد يا رسول الله ".

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " قيل يا رسول الله متى أخذ ميثاقك؟ قال: " وآدم بين الروح والجسد " ".

وأخرج ابن سعد رضي الله عنه قال: " قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: متى استنبئت؟ قال: " وآدم بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق " ".

وأخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " قيل يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال: وآدم بين الروح والجسد ".


السابقالتالي
2