الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً } * { وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً }

أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب } قال: قريظة { من صياصيهم } قال: قصورهم.

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { من صياصيهم } قال: حصونهم.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب } قال " هم بنو قريظة ظاهروا أبا سفيان، وراسلوه، ونكثوا العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما النبي صلى الله عليه وسلم عند زينب بنت جحش يغسل رأسه وقد غسلت شقه، إذ أتاه جبريل عليه السلام، فقال: عفا الله عنك. ما وضعت الملائكة عليهم السلام سلاحها منذ أربعين ليلة، فانهض إلى بني قريظة فإني قد قطعت أوتادهم، وفتحت أبوابهم، وتركتهم في زلزال وبلبال.

فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم، وناداهم: يا اخوة القردة فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فحاشا! فنزلوا على حكم سعد بن معاذ وكان بينهم وبين قومه حلف، فرجوا أن تأخذه فيهم مودة، فأومأ إليهم أبو لبابة، فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول.... } [الأنفال: 27]. فحكم فيهم: أن تقتل مقاتلتهم، وأن تسبى ذراريهم، وأن عقارهم للمهاجرين دون الأنصار، فقال قومه وعشيرته: آثر المهاجرين بالأعقار علينا، فقال إنكم كنتم ذوي أعقار، وأن المهاجرين كانوا لا أعقار لهم. فذكر لنا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر، وقال: مضى فيكم بحكم الله ".

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وقذف في قلوبهم الرعب } قال: بصنيع جبريل عليه السلام { فريقاً تقتلون } قال: الذين ضربت أعناقهم وكانوا أربعمائة مقاتل، فقتلوا حتى أتوا على آخرهم { وتأسرون فريقاً } قال: الذين سبوا وكانوا فيها سبعمائة سبي.

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله { وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم } قال: قريظة، والنضير أهل الكتاب { وأرضاً لم تطئوها } قال: خيبر. فتحت بعد قريظة.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وأرضاً لم تطئوها } قال: كنا نحدث أنها مكة، وقال الحسن رضي الله عنه: هي أرض الروم وفارس، وما فتح عليهم.

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { وأرضاً لم تطئوها } قال: يزعمون أنها خيبر، ولا أحسبها إلا كل أرض فتحها الله على المسلمين، أو هو فاتحها إلى يوم القيامة.

وأخرج ابن سعد عن سعيد بن جبير قال: كان يوم الخندق بالمدينة فجاء أبو سفيان بن حرب ومن تبعه من قريش، ومن تبعه من كنانة، وعيينة بن حصن ومن تبعه من غطفان، وطليحة ومن تبعه من بني أسد، وأبو الأعور ومن تبعه من بني سليم وقريظة، كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فنقضوا ذلك، وظاهروا المشركين، فأنزل الله فيهم { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم } فأتى جبريل عليه السلام ومعه الريح، فقال حين سرى جبريل عليه السلام: ألا أبشروا ثلاثاً.

السابقالتالي
2