الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً }

أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ورد الله الذين كفروا بغيظهم } قال: الأحزاب.

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله تعالى عنه في قوله { ورد الله الذين كفروا بغيظهم } قال: أبو سفيان وأصحابه { لم ينالوا خيراً } قال: لم يصيبوا من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ظفراً { وكفى الله المؤمنين القتال } انهزموا بالريح من غير قتال.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وكفى الله المؤمنين القتال } قال: بالجنود من عنده، والريح التي بعث عليهم { وكان الله قوياً } في أمره { عزيزاً } في نقمته.

وأخرج ابن سعد عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: " لما كان يوم الأحزاب حصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بضع عشرة ليلة حتى خلص إلى كل امرىء منهم الكرب، وحتى قال النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم أنك إن تشأ لا تعبد " فبينما هم على ذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي، وكان يأمنه الفريقان جميعاً، فخذل بين الناس، فانطلق الأحزاب منهزمين من غير قتال. فذلك قوله { وكفى الله المؤمنين القتال } ".

وأخرج ابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال: لما كان يوم الأحزاب ردهم الله { بغيظهم لم ينالوا خيراً } فقال النبي صلى الله عليه وسلم " من يحمي أعراض المسلمين؟ قال كعب رضي الله عنه: أنا يا رسول الله. قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه: أنا يا رسول الله. فقال: إنك تحسن الشعر. فقال حسان: أنا يا رسول الله فقال: نعم. اهجهم أنت، فإنه سيعينك عليهم روح القدس ".

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ هذا الحرف { وكفى الله المؤمنين القتال } بعلي بن أبي طالب.