الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ } * { أَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْمَأْوَىٰ نُزُلاً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ }

أخرج أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني والواحدي وابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال الوليد بن عقبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنا أحد منك سناناً، وأبسط منك لساناً، وأملأ للكتيبة منك، فقال له علي رضي الله عنه: اسكت فإنما أنت فاسق. فنزلت { أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون } يعني بالمؤمن: علياً. وبالفاسق: الوليد بن عقبة بن أبي معيط.

وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن عطاء بن يسار قال: نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب، والوليد بن عقبة بن أبي معيط قال: كان بين الوليد وبين علي كلام فقال الوليد بن عقبة: أنا أبسط منك لساناً، وأحمد منك سناناً، وأرد منك للكتيبة، فقال علي رضي الله عنه: اسكت فانك فاسق. فأنزل الله { أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون... }.

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه مثله.

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون... } قال: نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والوليد بن عقبة.

وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً } قال: أما المؤمن: فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأما الفاسق: فعقبة بن أبي معيط، وذلك لسباب كان بينهما، فأنزل الله ذلك.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون } قال: لا في الدنيا، ولا عند الموت، ولا في الآخرة. وفي قوله { وأما الذين فسقوا } قال: هم الذين أشركوا وفي قوله { كنتم به تكذبون } قال: هم يكذبون كما ترون.