الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكَ ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }

أخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج قال: بلغني عن ابن عباس قال: { المهد } مضجع الصبي في رضاعه.

وأخرج البخاري وابن أبي حاتم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى عليه السلام، وكان من بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلي فجاءته أمه فدعته فقال: أجيبها أو أصلي؟ فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات. وكان جريج في صومعته، فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى، فأتت راعياً فامكنته من نفسها، فولدت غلاماً فقالت: من جريج.... فأتوه فكسروا صومعته، وانزلوه وسبوه، فتوضأ وصلى، ثم أتى الغلام فقال: من أبوك يا غلام؟ قال: الراعي.... فقالوا له: نبني صومعتك من ذهب قال: لا. إلا من طين.

وكانت امرأة ترضع ابناً لها من بني اسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت: اللهم اجعل ابني مثله. فترك ثديها واقبل على الراكب فقال: اللهم لا تجعلني مثله. ثم أقبل على ثديها يمصه، ثم مرا بأمة تجزر ويلعب بها فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه. فترك ثديها فقال: اجعلني مثلها فقالت: لم ذاك....؟‍! فقال: الراكب جبار من الجبابرة، وهذه الأمة يقولون لها زنَيْت وتقول حسبي الله، ويقولون سرَقْتِ وتقول حسبي الله "

وأخرج أبو الشيخ والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم يتكلم في المهد إلا عيسى، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وابن ماشطة فرعون ".

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة { ويكلم الناس في المهد وكهلاً } قال: يكلمهم صغيراً وكبيراً.

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس { وكهلاً } قال: في سن كهل.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: " الكهل " الحليم.

وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي حبيب قال: " الكهل " منتهى الحلم.

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال: قد كلمهم عيسى عليه السلام في المهد، وسيكلمهم إذا أقبل الدجال، وهو يومئذ كهل.

وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير قال { كذلك الله يخلق ما يشاء } أي يصنع ما أراد، ويخلق ما يشاء من بشر { إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون } مما يشاء، وكيف يشاء فيكون كما أراد.