الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَللَّهِ مِيرَاثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله } يعني بذلك أهل الكتاب أنهم بخلوا بالكتاب أن يبينوه للناس { سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة } ألم تسمع أنه قاليبخلون ويأمرون الناس بالبخل } [النساء: 37] يعني أهل الكتاب يقول: يكتمون ويأمرون الناس بالكتمان.

وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله } قال: هم يهود.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله } قال: بخلوا أن ينفقوها في سبيل الله ولم يُؤدوا زكاتها.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال: هم كافر ومؤمن بخل أن ينفق في سبيل الله.

وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له شجاع أقرع له زبيبتان يطوّقه يوم القيامة، فيأخذ بلهزمتيه - يعني شدقيه - فيقول: أنا مالك. أنا كنزك. ثم تلا هذه الآية { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله... } الآية ".

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن ماجة والنسائي وابن جرير وابن خزيمة وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع يفر منه وهو يتبعه فيقول: أنا كنزك حتى يطوّق في عنقه. ثم قرأ علينا النبي صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله... } الآية ".

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله { سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة } قال: من كان له مال لم يؤد زكاته طوقه الله يوم القيامة شجاعاً أقرع بفيه زبيبتان ينقر رأسه حتى يخلص إلى دماغه. ولفظ الحاكم: ينهسه في قبره فيقول: ما لي ولك؟! فيقول: أنا مالك الذي بخلت بي.

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: يكون المال على صاحبه يوم القيامة شجاعاً أقرع إذا لم يعط الله منه، فيتبعه وهو يلوذ منه.

وأخرج ابن أبي شيبة في مسنده وابن جرير عن حجر بن بيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله من فضل ما أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا خرج له يوم القيامة من جهنم شجاع يتلمظ حتى يطوقه. ثم قرأ { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله... } الآية ".


السابقالتالي
2