الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي ٱلأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ }

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { فبما رحمة من الله } يقول: فبرحمة من الله { لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك } أي والله طهره من الفظاظة والغلظة، وجعله قريباً رحيماً رؤوفاً بالمؤمنين. وذكر لنا أن نعت محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخوب في الأسواق، ولا يجزئ بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن. أنه سئل عن هذه الآية فقال: هذا خلق محمد صلى الله عليه وسلم نعته الله.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله { لانفضوا من حولك } قال: لانصرفوا عنك.

وأخرج الحكيم الترمذي وابن عدي بسند فيه متروك عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أمرني بمداراة الناس كما أمرني بإقامة الفرائض ".

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن الحسن في قوله { وشاورهم في الأمر } قال: قد علم الله أنه ما به إليهم من حاجة، ولكن أراد أن يستن به من بعده.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وشاورهم في الأمر } قال: أمر الله نبيه أن يشاور أصحابه في الأمور، وهو يأتيه وحي السماء لأنه أطيب لأنفس القوم، وإن القوم إذا شاور بعضهم بعضاً وأرادوا بذلك وجه الله عزم لهم على رشده.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك قال: ما أمر الله نبيه بالمشاورة إلا لما علم ما فيها من الفضل والبركة. قال سفيان: وبلغني أنها نصف العقل. وكان عمر بن الخطاب يشاور حتى المرأة.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال: ما شاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم.

وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب بسند حسن عن ابن عباس قال " لما نزلت { وشاورهم في الأمر } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ان الله ورسوله لغنيان عنها، ولكن جعلها الله رحمة لأمتي، فمن استشار منهم لم يعدم رشداً، ومن تركها لم يعدم غياً ".

وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار ".

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس { وشاورهم في الأمر } قال: أبو بكر وعمر.

وأخرج من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في أبي بكر وعمر.

السابقالتالي
2 3