الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَىٰ أحَدٍ وَٱلرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِيۤ أُخْرَٰكُمْ فَأَثَـٰبَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَآ أَصَـٰبَكُمْ وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

أخرج ابن جريرعن الحسن البصري أنه قرأ { تصعدون } بفتح التاء والعين.

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { تصعدون } برفع التاء وكسر العين.

وأخرج ابن جرير عن هرون قال: في قراءة أبي بن كعب " إذ تصعدون في الوادي ".

وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس { إذ تصعدون } قال: صعدوا في أحد فراراً يدعوهم في اخراهم " إليّ عباد الله ارجعوا، إليّ عباد الله ارجعوا ".

وأخرج ابن المنذر عن عطية العوفي قال: لما كان يوم أحد وانهزم الناس، صعدوا في الجبل والرسول يدعوهم في أخراهم فقال الله { إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم }.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أنه سئل عن قوله { إذ تصعدون... } الآية. قال: فروا منهزمين في شعب شديد لا يلوون على أحد، والرسول يدعوهم في أخراهم " إليّ عباد الله، إليّ عباد الله. ولا يلوي عليه أحد ".

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله { إذ تصعدون } الآية. قال: ذاكم يوم أحد صعدوا في الوادي فراراً ونبي الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم في أخراهم " إليّ عباد الله، إليّ عباد الله ".

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس " { إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم } فرجعوا وقالوا: والله لنأتينهم ثم لنقتلنهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلاً فإنما أصابكم الذي أصابكم من أجل أنكم عصيتموني " فبينما هم كذلك إذ أتاهم القوم وقد أيسوا، وقد اخترطوا سيوفهم { فأثابكم غماً بغمٍّ } فكان غمُّ الهزيمة، وغمُّهم حين أتوهم { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم } من الغنيمة { ما أصابكم } من القتل والجراحة.

وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن عوف { فأثابكم غماً بغم } قال: الغم الأول بسبب الهزيمة، والثاني حين قيل قتل محمد. وكان ذلك عندهم أعظم من الهزيمة.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { فأثابكم غماً بغم } قال: فرة بعد الفرة الأولى حين سمعوا الصوت أن محمداً قد قتل، فرجع الكفار فضربوهم مدبرين حتى قتلوا منهم سبعين رجلاً، ثم انحازوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلوا يصعدون في الجبل والرسول يدعوهم في أخراهم.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة { فأثابكم غماً بغم } قال: الغم الأوّل الجراح والقتل، والغم الآخر حين سمعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل. فأنساهم الغم الآخر ما أصابهم من الجراح والقتل، وما كانوا يرجون من الغنيمة.

السابقالتالي
2