الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ ٱلْكَافِرِينَ } * { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّابِرِينَ }

وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس { إن يمسسكم } قال: أن يصبكم.

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله } برفع القاف فيهما.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { إن يمسسكم قرح } قال: جراح وقتل.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله } قال: إن يقتل منكم يوم أحد فقد قتلتم منهم يوم بدر.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: نام المسلمون وبهم الكلوم ـ يعني يوم أحد ـ قال عكرمة: وفيهم أنزلت { إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس } وفيهم أنزلتإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون } [النساء: 104].

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس { وتلك الأيام نداولها بين الناس } فانه كان يوم أحد بيوم بدر. قتل المؤمنون يوم أحد اتخذ الله منهم شهداء، وغلب رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين يوم بدر، فجعل له الدولة عليهم.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس { وتلك الأيام نداولها بين الناس } قال: فانه أدال المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وبلغني أن المشركين قتلوا من المسلمين يوم أحد بضعة وسبعين رجلاً، عدد الأسارى الذين أسروا يوم بدر من المشركين، وكان عدد الأسارى ثلاثة وسبعين رجلاً.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن { وتلك الأيام نداولها بين الناس } قال: جعل الله الأيام دولاً. مرة لهؤلاء، ومرة لهؤلاء. أدال الكفار يوم أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية قال: والله لولا الدول ما أودى المؤمنون، ولكن قد يدال للكافر من المؤمن ويُبْتَلى المؤمن بالكافر، ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه، ويعلم الصادق من الكاذب.

وأخرج عن السدي { وتلك الأيام نداولها بين الناس } يوماً لكم ويوماً عليكم.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي حاتم عن ابن سيرين { وتلك الأيام نداولها بين الناس } يعني الأمراء.

وأخرج ابن المنذر عن أبي جعفر قال: إن للحق دولة وإن للباطل دولة من دولة الحق. إن إبليس أمر بالسجود لأدم فأديل آدم على إبليس، وابتلي ادم بالشجرة فأكل منها فأديل إبليس على آدم.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس { وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء } قال: إن المسلمين كانوا يسألون ربهم اللهم: ربنا أرنا يوماً كيوم بدر، نقاتل فيه المشركين، ونبليك فيه خيراً، ونلتمس فيه الشهادة.

السابقالتالي
2