الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ }

أخرج ابن جرير عن الحسن أنه قرأ { الذين ينفقون في السراء والضراء... } [آل عمران: 134] الآية. ثم قرأ { والذين إذا فعلوا فاحشة... } الآية فقال: إن هذين النعتين لنعت رجل واحد.

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال: هذان ذنبان. فعلوا فاحشة ذنب، وظلموا أنفسهم ذنب.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن جابر بن زيد في قوله { والذين إذا فعلوا فاحشة } قال: زنا القوم ورب الكعبة.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله { فعلوا فاحشة } قال: الزنا.

وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود أنه ذكرعنده بنو إسرائيل وما فضلهم الله به فقال: كان بنو إسرائيل إذا أذنب أحدهم ذنباً أصبح وقد كتبت كفارته على أسكفة بابه، وجعلت كفارة ذنوبكم قولاً تقولونه تستغفرون الله فيغفر لكم. والذي نفسي بيده لقد أعطانا الله آية لهي أحب إليَّ من الدنيا وما فيها { والذين إذا فعلوا فاحشة... } الآية.

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والطبراني وابن أبي الدنيا وابن المنذر والبيهقي عن ابن مسعود قال: إن في كتاب الله لآيتين ما أذنب عبد ذنباً فقرأهما فاستغفر الله إلا غفر له { والذين إذا فعلوا فاحشة... } الآية. وقولهومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه... } [النساء: 110] الآية.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن ثابت البناني قال: بلغني أن إبليس حين نزلت هذه الآية بكى { والذين إذا فعلوا فاحشة... } الآية.

وأخرج الحكيم الترمذي عن عطاف بن خالد قال: بلغني أنه لما نزل قوله { ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا } صاح إبليس بجنوده، وحثا على رأسه التراب، ودعا بالويل والثبور حتى جاءته جنوده من كل بر وبحر. فقالوا: ما لك يا سيدنا؟ قال: آية نزلت في كتاب الله لا يضر بعدها أحداً من بني آدم ذنب قالوا: ما هي؟ فاخبرهم قالوا: نفتح لهم باب الأهواء فلا يتوبون ولا يستغفرون ولا يرون إلا أنهم على الحق، فرضي منهم ذلك.

وأخرج الطيالسي وأحمد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان والدارقطني والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أبي بكر الصديق سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيذكر ذنبه، فيتطهر ثم يصلي ركعتين، ثم يستغفر الله من ذنبه ذلك إلا غفر الله له. ثم قرأ هذه الآية { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله } إلى آخر الآية "

وأخرج البيهقي في الشعب عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

السابقالتالي
2 3