الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذرعن عطاء بن أبي رباح قال " قال المسلمون يا رسول الله بنو إسرائيل كانوا أكرم على الله منا. كانوا إذا أذنب أحدهم ذنباً أصبح وكفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه. أجدع أنفك، اجدع أذنك، افعل كذا وكذا. فسكت. فنزلت هذه الآيات { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم } إلى قوله { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم } فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخير من ذلكم ثم تلا هؤلاء الآيات عليهم ".

وأخرج ابن المنذر عن أنس بن مالك في قوله { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم } قال التكبيرة الأولى.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { وسارعوا } يقول: سارعوا بالأعمال الصالحة { إلى مغفرة من ربكم } قال: لذنوبكم { وجنة عرضها السماوات والأرض } يعني عرض سبع سموات وسبع أرضين، لو لصق بعضهم إلى بعض فالجنة في عرضهن.

وأخرج ابن جرير من طريق السدي عن ابن عباس في الآية قال: تقرن السموات السبع، والأرضون السبع كما تقرن الثياب بعضها إلى بعض. فذاك عرض الجنة.

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كريب قال: أرسلني ابن عباس إلى رجل من أهل الكتاب أسأله عن هذه الآية { جنة عرضها السماوات والأرض } فأخرج أسفار موسى، فجعل ينظر قال: سبع سموات وسبع أرضين تلفق كما تلفق الثياب بعضها إلى بعض، هذا عرضها؛ وأما طولها فلا يقدر قدره إلا الله.

وأخرج ابن جرير " عن التنوخي رسول هرقل قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب هرقل وفيه: إنك كتبت تدعوني إلى { جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين } فأين النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله...! فأين الليل إذا جاء النهار؟ ".

وأخرج البزار والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت قوله { وجنة عرضها السماوات والأرض } فأين النار؟ قال: أرأيت الليل إذا لبس كل شيء فأين النهار؟ قال: حيث شاء الله قال: فكذلك حيث شاء الله ".

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن طارق بن شهاب، أن ناساً من اليهود سألوا عمر بن الخطاب عن جنة عرضها السموات والأرض فأين النار؟ فقال عمر: إذا جاء الليل فأين النهار؟ وإذا جاء النهار أين الليل؟ فقالوا: لقد نزعت مثلها من التوراة.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن يزيد بن الأصم، أن رجلاً من أهل الأديان قال لابن عباس: تقولون { جنة عرضها السماوات والأرض } فأين النار؟ فقال له ابن عباس: إذا جاء الليل فأين النهار؟ وإذا جاء النهار فأين الليل؟.

السابقالتالي
2