الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱبْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ ٱللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { تِلْكَ آيَاتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ } * { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ }

أخرج أحمد والترمذي وابن ماجة والطبراني وابن المنذر عن أبي غالب قال " رأى أبو أمامة رؤوس الأزارقة منصوبة على درج مسجد دمشق فقال أبو أمامة: كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه. ثم قرأ { يوم تبيضُّ وجوه وتسودُّ وجوه } الآية. قلت لأبي أمامة: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لو لم أسمعه إلا مرة، أو مرتين، أو ثلاثاً، أو أربعاً، حتى عدَّ سبعاً ما حدثتكموه ".

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نصر في الإبانة والخطيب في تاريخه واللالكائي في السنة عن ابن عباس في هذه الآية قال { تبيض وجوه وتسود وجوه } قال: تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدع والضلالة.

وأخرج الخطيب في رواة مالك والديلمي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } قال: " تبيض وجوه أهل السنة، وتسود وجوه أهل البدع ".

وأخرج أبو نصر السجزي في الإبانة عن أبي سعيد الخدري " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } قال: تبيض وجوه أهل الجماعات والسنة، وتسود وجوه أهل البدع والأهواء ".

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب في الآية قال: صاروا فرقتين يوم القيامة يقال لمن اسود وجهه { أكفرتم بعد إيمانكم } فهو الإيمان الذي كان في صلب آدم حيث كانوا أمة الذين ابيضت وجوههم فهم الذين استقاموا على إيمانهم، وأخلصوا له الدين، فبيَّض الله وجوههم، وأدخلهم في رضوانه وجنته.

وأخرج الفريابي وابن المنذر عن عكرمة في الآية قال: هم من أهل الكتاب، كانوا مصدقين بأنبيائهم، مصدقين بمحمد، فلما بعثه الله كفروا. فذلك قوله { أكفرتم بعد إيمانكم }.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي أمامة في قوله { فأما الذين اسودت وجوههم } قال: هم الخوارج.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير في الآية عن قتادة قال: لقد كفر أقوام بعد إيمانهم كما تسمعون { فأما الذين ابيضت وجوههم } فأهل طاعة الله والوفاء بعهد الله.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { فأما الذين اسودت وجوههم } قال: هم المنافقون كانوا أعطوا كلمة الإيمان بألسنتهم، وأنكروها بقلوبهم وأعمالهم.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله { وتسود وجوه } قال: هم اليهود.

وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } قال: هذا لأهل القبلة.

وأخرج ابن المنذر عن السدي بسند فيه من لا يعرف { يوم تبيض وجوه وتسودُّ وجوه } قال: بالأعمال والأحداث.

السابقالتالي
2